فيلم يتصدر أفيشه أسماء ليس من بينها اسم واحد يستطيع منفردا أو مجتمعاً مع الأسماء الأخرى فى جذب المشاهد بدرجة كافية لينزل من بيته ويتجه للسينما ليدفع تذكرة لمشاهدة الفيلم، وهناك على نفس الأفيش أسماء لأربع منتجين لأول مرة يتصدرون لإنتاج فيلم، ثم هناك اسم المخرج والمؤلف وهو بيتر ميمى، رغم أنه قدم أفلاماً من قبل ولكنها لم تكن أفلاماً لتعيش فى الذاكرة، وبالتالى ليبقى اسم مخرجها، إذاً نحن أمام فيلم لا تبدو عناصره الأولية الأساسية جاذبة، ولكنه رغم كل ذلك فجأة أعطاه الجمهور خاتم الحصان الرابح نسبياً فى هذا الموسم القليل الأفلام المصرية المعروضة، وهى خمس أفلام، إذاً ما الذى دفع الجمهور لأن يمنحه ما يقترب من مليونى جنيه فى أيام قليلة؟
فيلم الهرم الرابع الذى يقوم ببطولته الممثل الشاب أحمد حاتم، وتشاركه ميرهان حسن، وتارا عماد ومحسن منصور، والوجه الجديد مصطفى أبوسريع، يشاركهم فى أدوار شرفية يسرا اللوزى، وريهام عبدالغفور ويوسف شعبان وبيومى فؤاد، يحكى عن موضوع جديد تماماً على السينما وحتى الدراما السورية رغم انتشاره وهو القرصنة الإلكترونية، ولعل أشهرها فى عالم الواقع هى قصة الجزائرى حمزة بن دلاج الذى استطاع أن يخترق حسابات كثير من البنوك ويسرق الأموال ويحولها للجمعيات الخيرية، فبدت قصته كقصة على بابا والأربعين حرامى الذى يسرق الأغنياء وكبار اللصوص لصالح الفقراء، وتلك هى قصة الفيلم باختصار، ولكن الفيلم لم يكتف باقتباس تلك القصة فلو فعل لكان بلا خطيئة، ولكن المشكلة أنه اقتبس كثيراً من مسلسل أمريكى بعنوان Mr.Robot حتى الأفيش وهيئة البطل مأخوذة من المسلسل وبعض اللقطات، لذا كنت أفضل لو أن المخرج وهو الكاتب فى نفس الوقت كتب أنه مستوحى من عمل أجنبى ولا عيب فى الإعلان عن ذلك فكم من أفلام عظيمة يتم اقتباسها من أعمال سابقة وتتجاوزها كأفضل من الأصل، ولكن الأمانة الشخصية والمهنية تقتضى الإعلان عن ذلك، خاصة أننا الآن فى عالم مفتوح ولم تعد السرقة أو الاقتباس فعل يمكن إخفاءه.
ولكن ماذا فعل الكاتب والمخرج بعد هذه الخطيئة من عدم الإعلان عن مصدره، للحق استطاع أن يقدم فيلما بروح مصرية قريبة من الشباب وهم أغلب رواد دور العرض فى موضوع جديد على السينما المتكلمة، بالمصرى وأضفى عليها مسحة من كوميديا المفارقة بين الأجيال فى استخدام التكنولوجيا كعلاقة رجال الداخلية بالشاب المتخصص فى الكمبيوتر والقرصنة، وقام به الوجه الجديد مصطفى أبو سريع، لكشف اللص.
أحمد حاتم أحد أبطال فيلم أوقات فراغ الذى نجح نجاحاً كبيراً منذ سنوات رغم أنه كان أيضاً بلا نجوم يقدم أول بطولة حقيقة تُمنح له وأعتقد أنه اقتنصها، ميرهان حسين شابة موهوبة تحتاج لفرص أكبر، تارا عماد تحتاج لتدريب أكثر، يسرا اللوزى وريهام عبدالغفور يثبتان بظهورهما القليل ولكن بقوة الأداء أن العبرة ليست بطول البقاء على الشاشة، ولكن بالقدرة على البقاء فى عقل المشاهد حتى بعد الاختفاء، الكبار أحمد حلاوة، يوسف شعبان، بيومى فؤاد يقال عنهم ما قيل عن ريهام ويسرا اللوزى.
لو لم أكن شاهدت مسلسل مستر روبوت ولو لم تكن البداية متطابقة معها لكنت صفقت للفيلم كما فعل بعض جمهور المشاهدين الذين حضرت معهم العرض، ولكنى لا أستطيع أن أنكر أنى استمتعت بالفيلم وبذكاء منتجيه الذين أعلنوا التبرع بقيمة جنيه ونصف من ثمن كل تذكرة لمستشفى بهية لعلاج سرطان الثدى فى خطوة جديدة من طرق تسويق الفيلم والالتزام المجتمعى.
الموسيقى التى قدمها سيف العريبى أحد منتجى الفيلم متأثرة بأحد ألعاب الفيديو جيم، ويبدو أن أغلب من فى الفيلم متأثرون بآخرين.
فيلم الهرم الرابع فيلم يستحق المشاهدة كتجربة تستحق المساندة برغم خطيئة عدم إعلان المصدر، لكنها خطيئة يمحونها بحسنة التبرع بجزء من دخل الفيلم لعلاج السرطان، فهل الحسنات يُذهبن السيئات فى مثل هذه الحالة؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد المالح
الاقتباس ...........والابداع