يجب ألا نضع رؤوسنا فى الرمال فى قضية أمناء الشرطة
تعجبت كثيرا من انقلاب الكبار فى وزاره الداخلية فبعد أن اعترف وزير الداخلية نفسه ببشاعة جريمة مقتل ابن الدرب الأحمر، فإن اللواء مجدى عبد الغفار خرج علينا ليقول، إن 99 % من الأمناء شرفاء ولا أعلم من أين استقى وزير الداخلية هذه الأرقام، وإذا لم يكن لديه إحصائية علمية تؤكد ذلك، فإننى سأرد عليه أيضا بأن الكثير من الأمناء يخالفون القانون فى كل شىء بداية من كسر إشارة المرور إلى فرض أتاوات على الجميع بنفس طريقة «الأمين حاتم» فى فيلم «هى فوضى» فإذا كانت الداخلية تخشى غضب الأمناء ولا تخشى غضب الشعب المصرى كله الذى أصبح فى وادٍ وأجهزة الداخلية فى وادٍ آخر بعد أن انتصر الوزير للأمناء بوصفه لهم بأن نسبة كبيرة منهم من الشرفاء.
وبصريح العبارة يا سيادة الوزير، أقولها لك وبكل صدق، إن المنظومة الأمنية التى تحاول بناءها مهددة بالانهيار، والسبب بعض الأمناء والضباط الذين يستخدمون الرصاص فى صدور الشرفاء والغلابة من أبناء الوطن وبعضهم مازال يعيش بمنطق عهود التعذيب المجانى لشعب مصر، الذى تم استخدامها منذ مئات السنين ولم يتحرر منها شعب مصر رغم مزاعم البعض أنه حقق ثورتين فى كلتيهما خرج الشعب بسبب تجاوزات البعض من الشرطة حتى فى عهد حكم الإخوان الذى لم يستمر عاما وسقط بسبب انهيار الشرطه ثم عادت تلك التجاوزات فى أعقاب عزل محمد مرسى، ثم بدأوا فى التجبر والانفلات خاصة من بعض أمناء الشرطة الذين أصبح لهم قانونهم الخاص الذى لا مثيل له فهم يقتلون ويرتشون ويحكمون بنفس منطق الأمين حاتم فى فيلم هى فوضى ولا أحد يحاسبهم والسبب أنهم أصبحوا قوة داخل وزارة الداخلية التى لم تعد قادرة على وقف مهازلهم خاصة مع وقف المحاكمات العسكرية لهم بقرار من وزير الداخلية الأسبق محمود وجدى الذى ارتعدت يداه وألغى المحاكمات العسكرية خوفا من مظاهراتهم وكادت تتورط وتوافق على إطلاق لحية الضباط والأمناء فيما عرف بتنظيم اللحى داخل الوزارة ولولا ما حدث فى يونيو 2013 والإطاحة بمرسى لتحولت وزارة الداخلية إلى وكر للدراويش.
يا وزير الداخلية كنا معك عندما اعترفت بخطايا بعض الأمناء ولسنا معك عندما قلت إن نسبة الـ99 % منهم من الشرفاء لأن هذا الكلام غير حقيقى فهناك البعض من الأمناء باعوا ضمائرهم ولن أقول لك سرا أن منهم من نجحت جماعة الإخوان فى تجنيدهم.
سيدى وزير الداخلية، اللواء مجدى عبد الغفار، يجب ألا نضع رؤوسنا فى الرمال فى قضية أمناء الشرطة لأنك تعلم وأنا أعلم وجميعنا يعلم أن هناك أكثر من 3 آلاف أمين نجحوا بعد أحداث يناير2011 فى العودة للخدمة وكانت الوزارة قد أدانتهم وأدانت تصرفاتهم ولكن بسبب الفوضى التى عمت مصر على يد مراهقى يناير نجحوا فى العودة للوزارة مرة أخرى وتم حرق كل جرائمهم وهى كثيرة وهو ما يجعلنى أشك فى أن أغلب ما يجرى من مصائب يرتكبها هؤلاء، بعض هؤلاء الأمناء العائدون ليس بقوة القانون بل بقوة الذراع ومن عاد بالقوة فإنه يستخدم القوة دائما فى كل عملياته والدليل أن جرائم الأمناء فى تزايد وبعد أن شعرنا جميعا بأن هناك اتجاها لردعهم على الأقل وليس تصفيتهم حتى لا يتحولوا إلى تنظيمات إجرامية تهدد السلم والأمن القومى فإن وزير الداخلية عاد ليقول إن نسبة الـ 99 % من الأمناء شرفاء وهو كلام غير حقيقى وسيتحمل الوزير نتائجه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة