أكرم القصاص

«القرد والكاراكتر تشتغل أكتر»!

الجمعة، 26 فبراير 2016 07:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جنون الكاميرا و«لمبى السياسة»

أحضر قردا بشكل يومى، وأعطه مساحة يومية أمام الكاميرا، وأطلقه يتحدث ويحلل فى كل القضايا بلا انقطاع، كرر الفعل مرات ومرات وعشرات المرات، بعد فترة سوف يصبح القرد نجما شهيرا وله جمهور. وإذا اختفى فسوف يسأل الناس عنه، ثم إنه سيكون موضوعا لآراء الناس ومناقشاتهم: القرد قال كده.. لا القرد ما بيقولش كده.. وهكذا يصبح القرد محورا للحديث والجدل. هذه هى خلاصة نظرية كتب عنها الكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين فى الثمانينيات من القرن العشرين، ولم يكن الانفجار الفضائى «والسوشيالى» أصبح على ما هو عليه الآن.

نظرية الإلحاح و«الكاراكتر» هى التى تفسر ظاهرة النائب توفيق وغيره من صناع «الضجيج» فى البرلمان أو الإعلام أو السوشيال ميديا، تدعمها نظرية أخرى فى «الفن تقول» «عيش كاراكتر تشتغل أكتر».

يعنى الفنان يظل متخصصا فى دور الشر أو العبيط وإذا أرادوا ممثلا شريرا أو عبيطا يقولوا «هاتوا فلان»، وبالتالى يعمل كثيرا، وإذا تطور الكاراكتر يمكن أن يصبح «اللمبى» يقدم عشرات الأفلام بتنويعات على الدور والحالة.

ومن هذا المنطلق يمكن تفسير حالة «الكاراكتر» للنائب الذى أعلن نفسه» مفجر ثورات وزعيم جماهيرى سياسى محلل عميق مقبل مدبر معا»، وهو ليس وحده، فى زمن السياسى والنائب والرياضى والإعلامى «الإفيه»، ممن يقدمون عروضا تجاوزت الحاوى والقرداتى، بحثا عن الفرجة، نائب يتخانق مع دبان وشه ومشاجرات وخناقات والرأى وعكسه والنظرية ونقيضها، واستخفاف من أجل الفوز بالمشاهدة. المهم أن يحظى بالفرجة ويبقى فى الصورة، «التهجيص» أقرب طريق لجمع اللايكات والفرجة وسرقة الكاميرات بالخروج عن النص، أو حتى عن الأدب.

وهؤلاء النواب ممن تركوا الرقابة والتشريع وتفرغوا للاستعراض، «كاراكترات تمشى للكاميرات»، عكاشة هو الأبرز لكنه ليس وحده، لا نعرف إن كان فاعلا أم ضحية، فقد بدأ بالمنافسة على رئاسة البرلمان، وانقلب إلى الضجة. وبدا مندهشا من غياب رد الفعل المناسب بحثا عن «أعناق الجماهير». وهو الذى رأى متفرجين ومستمعين، وبدا لعبة أخرى مخاطبة إسرائيل، ثم تبادل النظرات والدعوات واللفتات مع السفير الإسرائيلى فى القاهرة، متصورا أنه ينقل النجومية إلى نقطة درامية كبرى. سوف تأتيه بالهجوم والنقد والاتهام بالتطبيع، وتعيده إلى صدارة الصورة.

ليس وحده وإنما عشرات الكاركترات من نجوم الدوشة والهيصة. منهم مطبلين أو منافقين أو حتى معارضين المهم الكاميرا والنجومية التى حولت نوابا وفنانين وإعلاميين ورياضيين إلى كاراكترات، طبقا لنظرية «القرد والكاميرا أو عيش كاراكتر تشتغل أكتر».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة