التافهون على مواقع التواصل واللجان الإلكترونية من الإخوان والعدميين الجدد، مجموعات صغيرة لا تمثل جموع المصريين، الذين كانوا محور خطاب الرئيس السيسى الأخير، فالمواطنون الذين تابعوا الرئيس من شاشات التليفزيون انفعلوا بكل كلمة قالها، وشعروا بالفخر بقيادتهم لأنها تصل الليل بالنهار حتى تنتشل البلد مما هو فيه من أزمات، وتضعه على طريق التقدم والتنمية، أما اللجان الإلكترونية وذيول السفارات والعدميين الجدد، فهؤلاء سيظلون على ما هم عليه من سفه وضلال، حتى يتم حسم المعارك الإقليمية من حولنا، ويتوقف دعم شبكات الهدم فى الدول العربية، وساعتها سيتوقف التافهون عما يمارسونه من سخرية وسماجة مدفوعة الأجر.
كم كان الرئيس صادقا وهو يعلن لنا مقدار التحديات التى تواجهنا على المستوى السياسى والاقتصادى وتعقيدات الوضع الإقليمى والدولى، وما يحلم به للشباب ومحدودى الدخل الذين نسيهم نظام مبارك طوال عقود، حتى تكدسوا فى العشوائيات دون أى نوع من التنمية، وكم كانت بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى فى غاية السماجة والتفاهة بل والخيانة أيضا، عندما يخرج علينا التافه باسم يوسف، ويسخف من خطاب السيسى، مستظرفا أو متهكما على دعوات للبناء وتجاوز العقبات فى طريقنا ومساعدة الفئات الأكثر احتياجا، والصمود أمام محاولات جرنا لمعارك إقليمية نظير المساعدات الاقتصادية، فماذا يريد المدعو باسم وأمثاله؟ يريدون بلدا فاشلا مثل بلدان أخرى فى المنطقة؟ يريدون أن نكون تابعين منبطحين بالأمر؟ يريدون أن تكون الدولة رخوة لا تحاسب الإرهابيين والمخربين؟ أم أنه وأشباهه تعلموا على أيدى أساتذتهم وأولياء نعمتهم أن ينشروا العدمية الساخرة من كل رمز وتجاه أى عمل عظيم ونبيل، حتى تنكسر الروح المعنوية للناس ويشيع فيهم اليأس واللامبالاة.
ما يفعله التافه باسم يوسف، وما يدونه من تويتات رقيعة تشبهه، هو وأشباهه من الذيول الصغار، منهج تعلموه أو تم تلقينهم إياه، حتى يهدموا أى محاولة للحشد الجماعى للبناء والنهضة والتنمية الشاملة، ولو تلاحظون، تراجعت مجموعات اللجان الإلكترونية للإخوان وحلفائهم عن الشتائم والدعوات والهجوم المباشر على السيسى والمصريين، ليتبنوا منهج السخرية العدمية، هذا له أصوله وقواعده فى حروب الجيل الرابع، وهو يهدف باختصار إلى التشكيك فى كل عمل جاد، وتسفيه كل مشروع قومى كبير، وتشويه كل رمز، وصرف الناس عن الاحتشاد ورائه، لماذا؟
لأن الهدف النهائى هو الناس، إما أن نأخذ الشعب ناحية البناء والاجتهاد والابتكار، وبالتالى نتجاوز مشاكلنا المزمنة، ونواجه المصاعب الطارئة، أو يعيش الناس تحت هيمنة الشعارات المحبطة مثل مفيش فايدة أو يستبدلون السخرية من الذات والآخرين، بالتوجه إلى العمل وبذل الجهد من أجل تحقيق الذات، وبالتالى تقدم بلدنا. كثيرون ينساقون وراء منهج السخرية العدمية ببراءة، ومن قبيل أننا شعب يحب النكتة والإفيه، ولكنه عندما يتحول لظاهرة يصبح مرضا، يصيب باللامبالاة وعدم الرغبة فى بذل الجهد، لأن المواطن لن يبذل جهدا حقيقيا إلا لو صدق الحلم وآمن بالمشروع، ومن هنا السخرية العدمية وسيلة هدم وأداة من أدوات الحروب الحديثة، هدفها النهائى قتل روح الإنجاز والإيمان بالفكرة وحلم التقدم لدى الناس.
أثق تماما بأن هذا البلد الأمين محمى من الله سبحانه وتعالى، برجال مثل السيسى والذين معه، يسعون صادقين إلى صناعة أمل فى المستقبل بالعمل الجاد، وتغيير صورة بلدنا للأفضل فى جميع المجالات، رغم المعارك التى نخوضها بشراسة، ولكن هذا الأمل الكبير والحلم المنشود يحتاج إلى كل يد وعقل وخيال، لنبنى ونفكر ونجدد بلدنا معا.