من بين أهم المناقشات التى وردت فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بمسرح الجلاء، ذلك النقاش بينه وبين طارق عامر محافظ البنك المركزى، المشهد بدأ مع ميعاد كلمة طارق عامر بمناسبة مشروع 2030، وكان عامر يجلس بعد السيسى بمقعدين، وتحديدا على اليمين بجوار شريف إسماعيل رئيس الوزراء، تحرك عامر من مكانه واتجه نحو المنصة، وبدأ الحديث بدون ورقة وقلم، استمر طيلة 7 دقائق يشرح دور التمويل فى صناعة المستقبل للشباب، ويسرد تفاصيل توصيات رئيس الجمهورية لدعم المشروعات الصغيرة للشباب، مستشهدا بعدد من الدول الأجنبية وشرق آسيا التى طبقت النموذج، وحاليا تحتل الصدارة، بينما نحن غارقون فى الفقر.
طرح عامر نظريته فى التمويل قائلا: «كيف يكون أكثر من %30 من تمويل البنوك لعدد محدود من الشركات الكبرى وليس للشباب، هذا توزيع غير عادل ولا يعكس العدالة الاجتماعية، ونسعى لإعادة إصلاحه وفق سياسات جديدة، ولكل شاب يريد البدء فى مشروع أن يتوجه للبنك وسيحصل على التمويل دون فوائد».
إلى هنا قد يكون الحديث طبيعيا وفى إطار المتبع دائما فى لقاء عام، ولكن الجديد أن الرئيس السيسى قاطع طارق عامر، وطلب منه تغيير فلسفة التمويل، بحيث لا تكون مجرد منح الشاب المصرى الأموال ليبدأ فى مشروعه، ولكن مشاركته فى تنفيذ مشروعه بمعدات ومكان وضمان آليات النجاح.
أيضا الحديث هنا قد يكون طبيعيا، ولكن المختلف أن الرئيس استشهد بمشروع «ابنى بيتك» كنموذج على منح المواطن الأرض للبناء كتجربة كان ينبغى لها أن تنجح، ولكن للأسف تحولت إلى عشوائيات، وهو لا يريد أن يكرر تلك التجربة، الرئيس قال فى هذه النقطة: إنه لا يريد أن يبدأ المشاريع الجديدة بنفس الطرق القديمة، يريد طرقا حديثة بناء على مفهوم علمى، بناء يضمن للمشروع النجاح، لأنه لا يريد أن يفشل الشاب فينكسر الأمل بداخله، لأى سبب من الأسباب، لعدم استكمال المشروع أو القدرة على التسويق أو حتى المنافسة فى الأسواق أو التعثر ماليا.
المناقشات بين الرئيس وطارق عامر، تناولها أصدقائى من أهل السوشيال ميديا باعتبارها استهزاء، وكيف لرئيس الدولة أن يجبر محافظ البنك المركزى على الوقوف بهذا الشكل كالعسكرى أمامه، لم يتناولوها باعتبارها رسم استراتيجية تنمية صناعية بمفهوم جديد يقوم على التخطيط العام الذى يضمن نجاح المشروع، تخطيط قائم على بناء مشروعات وتكتلات صناعية كاملة المرافق والخدمات تضمن التوفيق لكل ما فيها، لا ورش صناعية متفرقة هنا وهناك، ضرب مثالا بعدد من المناطق الصناعية فى دمياط والروبيكى التى كان يجب أن تكون كذلك.
حوار الرئيس مع طارق عامر، نال بقدر ما نال من الكوميديا والكومس على الفيس بوك، ولكنه لم ينل أى إشادة بعهد واضح يقطعه رئيس الجمهورية على نفسه بشكل عملى لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساندتها والوقوف وراء تنفيذها، بل والسعى لإعادة النظر فى منظومة التمويل البنكية، كيف تصل النسبة الكبرى منها إلى شركات تعد على أصابع اليد، بينما النسبة الأقل لملايين الشعب المصرى.
أخيرا.. لكل أصدقائنا ممن عاتبوا الرئيس على عبارة «صبح على مصر»، ونشروا الإفيهات عليها لساعات طويلة، ما رأيك فى شباب فى سنى وسنك يصبحون يوميا على مصر بأرواحهم وأنا وأنت مازلنا فى نقاشنا الضيق أنه صبحت ولا ما صبحتش.. أرسلت الجنيه ولا ما أرسلتش.
محمود سعد الدين
شاهد على خطاب السيسى (2)..العدالة الاجتماعية فى حوار الرئيس وطارق عامر
السبت، 27 فبراير 2016 07:00 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل الشرقاوى المحامى
يا صديقى كل هؤلاء المستهزئين هم تلامذة باسم يوسف ناظر مدرسة الساركزم لهدم الدولة فى مصر