ما إن انتهى الرئيس السيسى من خطابه الأخير حول التحديات التى تواجهنا داخليا وخارجيا، إلا وانهالت التعليقات من كتاب وإعلاميين ومجهولين على مواقع التواصل الاجتماعى، وكلها تمسك بكلمة أو تعبير أو إشارة للسيسى تعيد وتزيد فيها أو تنتقدها أو تتهكم عليها، دون الالتفات نهائيا إلى مجموعة القضايا والتحديات التى تناولها الرجل وعرضها على الناس فى وضوح وبأسلوب بسيط يفهمه الفلاح والمهندس والعامل والموظف وربة المنزل.
لماذا انتشر هذا المنهج السفيه فى التعامل مع قضايانا الكبرى وكأنها شىء لا يخصنا، لا نتكلم عنه ولا نحب الانغماس فيه، وبدلا من ذلك نغرق فى سفاسف الأمور ونضخمها ونعتبرها هى القضايا الحقيقية التى تعنينا؟
لماذا لم يثر نقاش جاد على مواقع التواصل مثلا حول ما أشار إليه الرئيس من التهديدات لوجود الدولة المصرية واستمرارها؟
لماذا لم يتم النقاش حول الجهود المبذولة لمواجهة ما أسماهم بأهل الشر الذين يتعمدون الإضرار بالمصالح المصرية وضرب اقتصادنا؟
لماذا لم يتم النقاش الجاد حول الرسالة التحذيرية التى وجهها الرئيس لمن يحاولون استهداف البلد «اللى هيقرب من مصر هشيله من على وش الأرض»، ولماذا لم يتم الالتفات كما يجب إلى رسالته بأن هناك من يريدون التأثير سلبيا على الروح المعنوية للمصريين «ولو سمحتم اسمعوا كلامى أنا بس»؟
ولماذا لم نر نقاشا جادا من الأفندية المثقفين والإعلاميين حول دورنا الوطنى الشريف والعروبى من القضية السورية واليمنية والليبية؟
الأفندية الكتبة وأصحاب دكاكين التوك شو ومحترفو مواقع التواصل أصبحوا سواء فى الجهل واللامبالاة والتفاهة والمزايدة الفارغة، إلا من رحم ربى ورزقه الفهم والبصيرة، ليدرك وينور الناس بما يدرك!
لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه من انحطاط فى الفهم والجهل الصريح والتهرب من المسؤولية لدى قطاع ملحوظ ممن يسمون بالكتاب الصحفيين والإعلاميين؟ ولماذا طغى منطق الإفيه والقفشة والنكتة على كتابات فى الصحف وبرامج تلفزيونية؟ هل يجهل مثلا هؤلاء الكتاب والإعلاميون أننا فى حالة حرب حقيقية؟ هل يجهلون ماذا تفعل الدول فى حالات الحرب؟
فرنسا مثلا لمجرد تعرضها لعملية إرهابية أصدرت قانونا بأغلبية كبيرة فى البرلمان يمنع ويجرم التعاطف لفظا مع الإرهاب ودعاته، ولم يزايد أحد فى بلد الثورة والحريات والتنوير على الرئاسة والحكومة ويرفع لافتة حرية الرأى والتعبير.
لا أقول أو أطالب بقانون على غرار فرنسا، ولكنى أتساءل أين ذهب الإحساس بالمسؤولية وإدراك القضايا المصيرية للبلد؟ لماذا يتزايد هذا التوجه لدى النخبة بأن المعركة ضد وجود الدولة المصرية وضد الفقر والبطالة وفى مجال التنمية الشاملة هى معركة نظام وحكومة وليست معركتنا كلنا نخبة وشعبا، إعلاميين وكتابا وشعراء وفنانين؟
هناك شىء خطير يحدث فى عقول وتوجهات النخبة التى كان السادات يطلق عليهم الأفندية، هذه النخبة لا تؤيد ولا تعارض، وإنما تنسحب وتتوارى لتحتمى بالتفاهة والسخرية وجلد الذات والآخرين، وكأنها تتمنى الهزيمة ولا تصدق أن البلد قادر على الانتصار، ألأننا لم نعرف سوى الهزائم لا نريد السعى لتحقيق أى نصر؟ ألأننا اعتدنا على الفقر والإفقار، لا نريد ولا نتحرك فى اتجاه دعم الجهود الواضحة أمامنا لتحقيق التنمية الشاملة؟.
متى نفيق ونجتمع حول معاركنا المصيرية؟ متى نرى فعلا ما يحدث حولنا وما يراد لنا من مصير أسود؟ متى؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
BIBO
جحا ...... النار
عدد الردود 0
بواسطة:
fayez
العقده