من الظواهر الصحية التى يجب أن يراعيها الإنسان ويحرص عليها الوقوف مع النفس أو التوقف للحظات أو أيام أو شهور أو سنوات أو بقية العمر إذا لزم الأمر وتأتى أهمية التوقف مع النفس لكون الإنسان العاقل فى حاجة إلى محاسبة نفسه قبل أن يحاسبه الناس وقبل أن يحاسبه رب الناس.
وقليل من الناس من يفطن إلى تلك الفلسفة العميقة والكثرة منهم تغرهم الحياة بزخرفها وبهجتها وأموالها وشهرتها وما يلبسون وما يركبون وما يسكنون وما يتبوءون من مناصب هامة تضفى عليهم من المجد مالا يستحقون فإذا توقف الإنسان مع نفسه ساعات أو سويعات قد يكون لذلك فائدة يستطيع أن يدرك نفسه ويلموها ويردها إلى جادة الصواب إذا كان ممن يسلكون الطرق الملتوية.
ولكن قليل من الناس بل قليل جدا من يفطن إلى ذلك وربما بعد فوات الأوان وأن الوقوف مع النفس ليس قاصرا على الأغنياء فقط بل الأغنياء والفقراء على حد سواء على الرغم من أن الفقراء واقفون مع أنفسهم دائما يحاسبونها ويلومونها على فقرهم الذين ابتلوا به.
قد يقول قائل إن هذا الرجل الذى يتقمص شخصية الواعظ ويسدى إلينا من الحكم والمواعظ ما نحن فى غنى عنه فليكف عنا مواعظه ويوفرها على نفسه ربما قد يكون هذا القائل قد أصاب الحقيقة !!؟ ولعلم أخى القارئ إن الإنسان فى حاجة ماسة إلى النصح ومعظم الناس لديهم الرغبة فى أن ينصحهم ناصح وأنهم فى حاجة إلى من ينصحهم ويمنعهم خجلهم فى إبداء رغبتهم فى النصح وربما يكون الناصح أيضا فى حاجة إلى من ينصحه ولله در القائل
أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ بـه ***وما اسـتقمتُ فما قولى لك استقـمِ
شخص يفكر - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة