خلافات تركيا وروسيا تلقى بظلالها على اللاجئين السوريين.. أنقرة تغلق الباب أمام طالبى اللجوء.. وتؤكد: لن نتحمل ما سببته كوارث الدب الروسى.. وموسكو ترد باتهام الجيش التركى بالتخطيط لاقتحام سوريا عسكريًا

الإثنين، 08 فبراير 2016 09:52 م
خلافات تركيا وروسيا تلقى بظلالها على اللاجئين السوريين.. أنقرة تغلق الباب أمام طالبى اللجوء.. وتؤكد: لن نتحمل ما سببته كوارث الدب الروسى.. وموسكو ترد باتهام الجيش التركى بالتخطيط لاقتحام سوريا عسكريًا اللاجئون السوريون - صورة أرشيفية
كتبت - نورهان فتحي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حرب تصريحات ضروس بين تركيا وروسيا تمتد منذ شهور الآن، حيث يحاول كل من الدب الروسى والأغا العثمانى إثبات قوتهما على الساحة، ولكن من يتم هضمه فى المنتصف بين القوتين حقاً هم "اللاجئين السوريين".

فما بين رفض تركيا لدخول الطيران الروسى لمجالها الجوى من جانب، وتأكيدات روسيا على حشد تركيا عسكريا للتدخل فى سوريا، يقف اللاجئون السوريون فى المنتصف، وهم يعانون من هموم الجوع والعطش، والتشرد على حدود تركيا، التى أعلنت اليوم رفضها لاستقبال مزيد من اللاجئين، بحجة أنها لن تتحمل الأعباء التى تخلفها الضربات السورية والروسية على منازل اللاجئين الأمر الذى يؤدى إلى تشريد المزيد منهم وتوجههم إلى الحدود التركية.

2.5 مليون لاجئ فى تركيا وأنقرة ترفض استقبال المزيد


وأكدت السلطات التركية، عدم قدرة البلاد على استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، الذين يتواجدون على الحدود، ويسكنون عشرات المعسكرات والمخيمات، حيث تقوم تركيا برعاية ما بين 30 إلى 35 ألف سورى نازح على الحدود سنوياً، بإجمالى 2.5 مليون لاجئ سورى فى تركيا حتى الآن.

وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن تركيا بإمكانها رعاية السوريين داخل سوريا فى الوقت الراهن، إلا أنها قامت باستعدادات للسماح بدخولهم فى حال وقوع أزمة استثنائية، خاصة بعد هرع آلاف السوريين إلى الحدود التركية يوم الجمعة الماضية، فرارا من هجمات حكومية وغارات جوية روسية كثيفة عليهم.

وبعد الهجمات الروسية، كانت تركيا قد فتحت معبر أونكوبينار الحدودى المقابل لباب السلامة السورى، وقال عمال إغاثة إن اللاجئين يجرى توجيههم إلى معسكرات نازحين قرب الحدود، حيث يتوقع نزوج قرابة الـ 70 ألف سورى إلى الحدود التركية، إذا استمرت الغارات السورية والروسية.

النزاع بين روسيا وتركيا ..جواً:

وتدور معظم الخلافات بين الدولتين فى الجو، حيث نفذت الطائرات الروسية مئات الطلعات الجوية فى شمال سوريا، وقالت موسكو حينها إنها تستهدف "إرهابيين" فقط، لكن نشطاء يقولون إن غاراتها تضرب أساسا جماعات معارضة يساندها الغرب.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فما وصفت تركيا ما يفعله الدب الروسى: بالاستفزازات الروسية لتركيا، والتى امتدت لتشمل خرقا متكررا لطائرات حربية روسية للمجال الجوى التركى، إلى أن أسقطت أنقرة طائرة سوخوى-24 روسية يوم 24 نوفمبر الماضى.

وشهدت علاقات البلدين توترا كبيرا، إذ طالبت روسيا تركيا بالاعتذار عن إسقاط الطائرة، الأمر الذى رفضته الأخيرة مطالبة موسكو بالاعتذار عن الانتهاك المتكرر لمجالها الجوى.

الغاز الروسى يجبر موسكو على التعامل مع أنقرة:

وبالرغم من الخلاف السياسى، إلا أن الاقتصاد يقول كلمته الأخيرة دائماً بين البلدين، فروسيا لا يمكنها التخلى عن تركيا، خصوصا بعدما تعرضت لحصار اقتصادى غربى شديد.

ولهذا أبقت روسيا على تركيا (جارة منابع النفط) قريبة منها، فهى بمثابة الممر الأساسى للغاز الطبيعى الروسى نحو الأسواق العالمية، كما أن موسكو هى أكبر مورّد لاحتياجات تركيا من الغاز، وارتفع حجم التجارة البينية بين البلدين من 4.2 مليارات دولار عام 1997 إلى 31.2 مليارا عام 2014، إذ صدرت تركيا إلى روسيا ما قيمته 5.9 مليارات دولار، أما الـ25.2 مليارا المتبقية فهى مستوردات تركية من روسيا.

السوريون بين تأييد النظام لروسيا واللجوء فى تركيا:

ووسط حالة الجذب والشد الدائم بين روسيا وتركيا، يقف اللاجئون السوريون فى حيرة من أمرهم، حيث يؤيد النظام السورى تدخل موسكو من ناحية، ويحتاج طالبو اللجوء إلى فتح تركيا لأبواب اللجوء من الناحية الآخر، لذا فهم وحسب وصف الخبراء، الخاسر الأكبر فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة