السؤال الذى يتبادر إلى الأذهان دائما عن استمرار العمليات الإرهابية فى سيناء هو: من يمول تلك الجماعات الإرهابية المسلحة ويقف وراءها لدرجة أنها لاتزال حتى الآن تنفذ عمليات إرهابية بحق جنودنا فى سيناء رغم أن الجيش المصرى يقف لهم بالمرصاد.
الإجابة بكل بساطة تتخلص فى أن الموارد المالية للجماعات الإرهابية مازالت تصل إليهم، ومازالوا يتلقون الأموال من الخارج ومازالت عمليات تهريب السلاح تصل إليهم فى وسط سيناء، لأنهم ممتدون بعلاقات مع جماعات أخرى أكثر دمارا فى غزة وحدود ليبيا.
قبل عام كتبت مقالا عن مصادر تمويل العمليات الإرهابية، طرحت العديد من الأسئلة ولم أجد إجابة، لا وقت كتابة المقال، ولا حتى بعد مرور عام.. اقرأوا وتذكروا.
من بين 19 ألف ورقة لم تخرج للنور بعد فى التحقيقات الأهم لقضية أنصار بيت المقدس التى يصل فيها عدد المتهمين إلى 200، كان الاعتراف الأخطر لأمير التنظيم محمد على بدوى عفيفى، صاحب الاسم الحركى، «الشيخ محسن»، بقدر ما كشف عن التشريح الداخلى للجماعة وخلاياها المعقدة وتفاصيل إنشائها وكواليس تنفيذها للعمليات، بقدر ما كشف لأجهزة التحقيق المصرية عن أول خيط فى مصادر تمويل الجماعة الإرهابية.
أمير تنظيم بيت المقدس قال فى التحقيقات إن الجماعة تلقت تمويلات بواقع مليون و700 ألف جنيه من مصرى يقيم فى المملكة العربية السعودية، ويدعى محمد أحمد العدوى شلباية، وشلباية من وجهة نظرى هو محطة ضمن محطات نقل الأموال الداعمة للإرهاب فى الشرق الأوسط. توقعت بعد إعلان اسم ممول جماعة بيت المقدس شلباية أن تطارده النشرات الحمراء يوميا من الإنتربول المصرى، خاصة أنه الباب الوحيد لكشف دائرة تمويل الإرهاب فى المنطقة، وكشف من يقف وراء الجماعة الإرهابية دوليا، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، أرسلت الأجهزة الأمنية المصرية نشرة حمراء قبل شهور، ولم تجدد طلبها بعد ذلك، ولم يرد اسمه ولو مرة واحدة على لسان مدير الإنتربول المصرى مثلما يرد اسم قيادات الإخوان وجدى غنيم وأشرف بدرالدين وعمرو دراج، رغم أنه أهم على الصعيد الأمنى.
قضية مجزرة رفح الثانية المتهم فيها الإرهابى عادل حبارة، تتضمن بين أحرازها تسجيلات هاتفية بين حبارة ومصرى يقيم فى سوريا ومنضم لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام ويدعى عمرو الدمياطى، وفى التسجيل الهاتفى الذى استمر 7 دقائق يطلب الدمياطى من حبارة أن يعلن البيعة لأبىبكر البغدادى أمير داعش مقابل أن يرسل له 10 آلاف دولار، فيوافق حبارة ويطلب من الدمياطى أن يتصل به قبل إرسال الأموال ليحدد له اسم الشخص الذى سيرسلها إليه، فيرد الدمياطى قائلاً: «لا، الإخوة عندك فى سيناء هيقوموا بالواجب والفلوس هتوصل لحد عندك».
الثابت هنا 3 نتائج أساسية، الأول: أن الدمياطى هو أحد الوجوه الممولة للإرهاب فى سيناء، وهو حلقة وصل بين داعش وجماعات إرهابية بمصر، والثانى: أن سيناء تضم دوائر متشابكة لنقل الأموال الداعمة للإرهاب، كما كشف الدمياطى نفسه، والثالث: أن الدمياطى مثلما تحدث مع حبارة، تحدث مع آخرين ومولهم أيضا بالمال.
السؤال: هل مصر أصدرت بحق عمرو الدمياطى نشرة حمراء، وطالبت الإنتربول بالقبض عليه، حقيقة لا أعلم، ولم أسمع من قبل أى خبر عن صدور نشرة حمراء بشأنه. النهاية، الدمياطى وشلباية نموذجان لتمويل الإرهاب فى مصر، ينبغى للدولة التفتيش وراءهما، والبحث فى دوائر علاقاتهما بمصر وصولاً لمن يدفع الأموال لتخريب مصر، وهل يكفى إصدار تشريع لتغليظ عقوبة ممول الإرهاب، قبل الوصول لشلباية والدمياطى؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة