بيت خبرة عالمى لحماية وتسويق المنطقة
منطقة الأهرامات وأبو الهول أهم منطقة أثرية فى العالم ، وهى الشعار الوحيد الذى يساوى كلمة مصر ويشير إليها ، يعرفه اليابانى والأسترالى والأمريكى وساكن القطب الشمالى ، فكيف تركناها مستباحة أسيرة الفوضى والعشوائية وضحية للنهب والإهمال ؟
منذ أيام اخترق سائح ألمانى كل الحواجز وكسر القواعد المعمول بها وصعد إلى قمة الهرم الأكبر ، وطبعا لم يعرف أحد من المسئولين عن منطقة الأهرامات إلا بعد أن نشر السائح فيديو لتجربة صعوده فوق الهرم الأكبر ، ثم نصحو على كارثة الخيالة الذين يبيعون قطعا من حجارة الأهرامات للسائحين والمواطنين ، فإذا لم يجدوها ساقطة على الأرض بفعل عوامل التعرية سلخوها للمشترين من جسد الأهرامات الحى ، ولم يعرف المسئولون شيئا عن الكارثة إلا بعد تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى يكشف عملية بيع الحجارة المقدسة .
نعم منطقة الأهرامات وأبو الهول منطقة مقدسة وأحيانا أشعر أننا لا نستحق أن تكون مثل هذه المنطقة على أرضنا ، لأنها مهانة ومدنسة بفعل تجاوزات المصريين الذين يتعاملون معها بمنطق السبوبة ، لا يعرفون قيمتها ولا أهميتها للحضارة والإنسانية . فلا المسئولون على مدى السنوات الطويلة الماضية فكروا فى حماية المنطقة وتطويرها بما يليق بمكانتها وأهميتها ، ولا هيئة الآثار أو الوزارة المعنية استطاعت أن تنظم عمليات الوجود فى حرم المنطقة للمصريين والأجانب ، بما يليق بتاريخ الأهرامات وعظمتها وتفردها.
لنعترف بعجزنا عن تقدير وحماية منطقة الأهرامات ، فالاعتراف بالحق فضيلة ، والاعتراف بالعجز بداية الحل ، وهنا لابد من وقفة على أعلى مستوى فى البلد ، لمعرفة ماتم بالنسبة لخطة تطوير منطقة الأهرامات ومحيطها التى تداولتها وسائل الإعلام ،ما الذى تم فيها ومن المسئول عنها ومن الشركات التى تنفذ الخطة ووفق أى معايير ؟ أهى نفسها معايير ترميم ذقن توت عنخ آمون باستخدام مادة لاصقة أم على أساس علمى ووفق معايير دولية للحماية والتسويق ؟ نريد أن نعرف كل تفصيلة فى هذه الخطة وبسرعة ، فإذا كان الكسل المصرى والبيروقراطية وعدم إدراك متطلبات المرحلة هى العناصر الغالبة على تلك الخطة فبلاش منها أحسن ولنفكر فى الاستعانة ببيت خبرة عالمى .
نعم ، علينا التحرك سريعا والتعامل مع بيت خبرة عالمى ، نكلفه بتوفير أعلى نظام للأمان والسلامة وحماية الآثار بمنطقة الأهرام ، ونكلفه بطريقة مبهرة للدخول إلى حرم تلك المنطقة المقدسة ، بحيث بشعر الزائر بالجلال والرهبة لأنه داخل على ملوك العالم القديم وصناع الحضارة الإنسانية الأولى ، كما نكلف بيت الخبرة العالمى بتحرك أى عنصر بشرى داخل تلك المنطقة وحدود حركته بدءا من المرشدين السياحيين وانتهاء بالخيالة والجمالة .
هذه المنطقة المقدسة ليست ملكا لأهالى نزلة السمان مع احترامى لهم ، وليست ملعبا للخيالة والجمالة فى كرداسة والمريوطية ، وليست مجالا للباعة الجائلين ، هى المنطقة الواجب علينا إجلالها والارتقاء بأنفسنا من أجل صيانتها وحمايتها ، وعندئذ فقط نعرف كيف نحترم تاريخنا وأنفسنا ليحترمنا العالم كله ويعتبرنا شعبا متحضرا ، لا مجموعة من الهمج المتخلفين الذين لا يستحقون الحياة على تلك الأرض .
على المسئولين عندنا وعلى كافة العاملين عشوائيا فى صناعة السياحة ، وعلى المصريين جميعا أن يدركوا أنهم لن يستفيدو من تاريخهم التليد وحضارتهم العظيمة التى يبجلها العالم كله ، إلا إذا عاملوها بما تستحقه من احترام وتقدير بل وتقديس ، عكس ما هو سائد حاليا من نزوع للتنقيب والبحث عن " المساخيط" تحت كل بيت فى الصعيد والدلتا ، لبيعها لتجار ومهربى الآثار وتحقيق الربح السريع ، أو نشر فتاوى مشايخ السوء والجهلاء التى تبيح التنقيب وتجارة الآثار .. احترموا تاريخكم ولا تبيعوه بالتراب الزائل للغرباء.