تحرك الرئيس بحسن نية إلى مدينة السادس من أكتوبر لافتتاح عدد من المشروعات الجديدة، وتحدث عن التقشف وكيف تمر البلاد بظروف اقتصادية صعبة علينا جميعا أن نتحملها، بينما خارج القاعة التى يتحدث من خلالها الرئيس كانت السجادة الحمراء بامتداد مئات الأمتار، ليس فقط المسافة التى يقطعها الرئيس مشيا ولكن المسافة التى تتحرك عليها سيارات الرئاسية.
ترك الجميع الحسن والطيب فى المشاريع الجديدة وأمسكوا فى سجادة الرئيس الحمراء، وهذا حقهم، لا انتقاد عليهم، السؤال هنا، من يفخخ الطريق للرئيس من يضع الرئيس فى حرج، من يتعمد أن يسىء للرئيس، بل من يفكر للرئيس؟
الأزمة ليست فى ذلك فقط ولكن أيضا فيما ثار حول السجادة الحمراء نفسها من تصريحات شفوية من قيادات بالدولة، البعض اعتبرها عادية وضمن بروتوكولات الاستقبال الرئاسى، بينما البعض تبرأ من الموضوع بالأساس وأنه ليس سجادة حمراء، بينما اتضح فى النهاية أنها سجادة بالفعل ونشرت فى مساحة كبيرة كما ظهر فى التليفزيون وقت افتتاح المشاريع.
لن تأخذ قصة السجادة كثيرا من اهتمام الرأى العام المصرى، ستشغل مواقع التواصل الاجتماعى قليلا من الوقت ثم تنتهى سريعا مثلما تنتهى مئات القضايا الأخرى، ولكن يبق ما هو أخطر، يبق التفكير فى من يفسد إخراج مشهد افتتاح الرئيس لمشروعات أكتوبر، يجب البحث عنه واستبعاده، لأنه حتما سيفسد مشهد إخراج جديد للرئيس فى مشروع آخر بعد يوم أو بعد شهر أو بعد عام.
أظن أن موقف السجادة الحمراء، سيتعدى كونه موقفا عارضا شغل السوشيال ميديا، إلى قضية حقيقية تشغل بال صناع القرار أنفسهم، لأن السجادة ستعد تفصيلة أساسية فى كل احتفال، والجانب الآخر المهم أن واقعة السجادة لا تقل كارثية عن ما جرى فى مشروع الفرافرة، عندما تم استدعاء أحد الموظفين وتقديمه للرئيس باعتباره فلاحا، بل ودخل الرئيس منزله الريفى وتحدث معه على الهواء مباشرة فى الصباح، بينما فى المساء تبين للإعلام أن الرجل موظف فى الحكومة.
هنا الرئيس لم يخطأ، لم يطلب، لم يسع لتزيف الواقع أو تجميل السيئ، هو فقط أراد الحقيقة، بينما هناك من أراد التزييف فخرج المشهد مسيئا للجميع، للرئيس، قبل أن يكون مسيئا له.
حديثى هذا، من باب الدافع الوطنى، حرصا على صورة الرجل الذى يعمل فى بيئة معقدة وبإرث كبير يحمله وحده، ويسعى بكل الطرق للوصول إلى حياة أفضل للمصريين.
أعلم تماما أن الرئيس غضب من ذلك المشهد بعدما نقل إليه، وبعدما شاهد وسائل الإعلام تنتقد ذلك التصرف، وأعلم تماما أن الرئيس لم ينتقد الإعلام لوقوفهم عند تلك النقطة وترك باقى إنجازات المشروع، ولكن ما أريد أن أعلمه والتيقن منه، هل وجه الرئيس العتاب فقط لمن أخطأ، أم حاسبه فعلا، أم استبعده؟، لأن التاريخ كتب أنه فى نفس الوقت الذى يتحدث فيه الموظف الأول عن التقشف كانت السجادة الحمراء تزين شوارع الإسكان الاجتماعى بشكل يتضمن مزيدا من المغالاة التى لا تتماشى مع التقشف الذى يدعو له الرئيس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور عادل الجزار
الأعلام و الأخوان و نشطاء 25 يناير هم من يفخخون الطريق أمام الرئيس و مصر كلها
موضوع سازج و أخذ أكبر من حجمه .. كفاكم تصيد و عبث
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوي
الانجازات محتاجه سواعد قويه وقلوب عفيه