خلاف بين الخبراء الأمريكيين حول سياسة تغيير الأنظمة بالشرق الأوسط.. البعض يعتبر الوجود العسكرى الأمريكى وحده لا يستطيع خلق الاستقرار والدليل العراق.. وآخرون: يجب العمل مع هذه الأنظمة رغم جرائمها

الثلاثاء، 01 مارس 2016 01:08 ص
خلاف بين الخبراء الأمريكيين حول سياسة تغيير الأنظمة بالشرق الأوسط.. البعض يعتبر الوجود العسكرى الأمريكى وحده لا يستطيع خلق الاستقرار والدليل العراق.. وآخرون: يجب العمل مع هذه الأنظمة رغم جرائمها الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سؤالا للنقاش فى عددها، الاثنين، يتعلق بما إذا كان على الولايات المتحدة أن تواصل تغيير النظام فى الشرق الأوسط، وهو الأمر الذى أثار اختلافا فى الآراء بين الخبراء والمحللين الأمريكيين.

وقالت الصحيفة فى البداية: إنه فى ظل التداعيات المأساوية لدور أمريكا فى الإطاحة بمعمر القذافى فى ليبيا، إضافة إلى فشل التدخل الأمريكى فى العراق وأفغانستان، فإن سياسة تغيير النظام أصبحت محل شك. فالإدارة الأمريكية لا تزال تصر على ضرورة الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد قبل أن تعود بلاده المدمرة إلى مسارها الصحيح. لكن هل الإطاحة بالحكام المستبدين، بدون وجود عسكرى مستديم يمكن أن يحافظ على الاستقرار فيما بعد، يمكن أن يظل مأخوذا به فى الاعتبار كسياسة منطقية نظرا للتداعيات التى نراها.

تقول دانييل بليتيكا، الخبيرة بمعهد إنتربرايز الأمريكى، إن تغيير النظام غالبا ما ينجح، وضربت مثالا بمصير الاتحاد السوفيتى والأنظمة الاستبدادية فى كوريا الجنوبية وتايوان. ويمكن أن ينجح الأمر لو أن هناك خطة إستراتيجية والتزاما، وهو الأمر الذى كان غائبا فى العراق وليبيا، وأوضحت أن التحدى يتعلق بفهم ما إذا كان الخيار الأخلاقى بمعارضة الاستبداد يجب أن يكون مصحوبا بخطة إستراتيجية لاستبدال الحاكم المستبد لنظام مستقر. وهذا يعنى دعم الديمقراطيين فى أى مكان وتحفيز الرأسمالية الديمقراطية ومساندة التطور وليس الثورة.

أما الكاتبة إليزابيث كوبس، مؤلفة كتاب "الإمبراطورية الأمريكية" فتقول إن أفضل ما يمكن فعله مع الدول المارقة هو تقديم المساعدات الإنسانية وتعزيز الحدود وجنى ثمار التعاون وتجنب إثارة العواطف.

وبدورها، قالت خبيرة معهد ودرو ويلسون هالة إسفنديارى، إن مسألة بناء الدولة ليس بالمهمة التى يقوم بها الدول الخارجية فى ظل فهم قاصر لا مفر منه للثقافة السياسية الداخلية وللفصائل والتقاليد الموجودة فى هذا البلد، محذرة من أن فرض انهيار الأنظمة الحاكمة يمكن أن يؤدى إلى الفوضى.

أما جيريمى شابيرو، مدير الأبحاث بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، فيقول، إن الجيش الأمريكى لا يستطيع أن يخلق الاستقرار، وعليه أن يعمل مع الأنظمة التى يعارضها على الرغم من جرائمها، وأشار إلى أن الولايات المتحدة حاولت إرساء الاستقرار فى العراق من خلال وجود أمريكى كبير، وقادت فى ليبيا جهود الناتو، فى حين أنها تركت فى ليبيا المهمة لأطراف بمساعدة الأمم المتحدة. والسمة المشتركة بين كل هذه المحاولات هى أن أيا منها لم يجد نفعا، والنتيجة فى كل حالة كانت حربا مستمرة ونشر الفوضى وزيادة الغضب والعنف الموجه للولايات المتحدة. وكان جزء من السبب لتلك الإخفاقات هو أن الديكتاتور الشرير ونظامه كانوا جزءا من المشكلة. فالنظام برغم كل قمعه يكبح جماح الفوضى. لكن فى سوريا، لا يزال التركيز على الرئيس بشار الأسد وكان رحيله هو الحال.

وأكد أنه برغم التفوق العسكرى للولايات المتحدة، إلا أنها لا تستطيع أن تخلق الاستقرار من خلال تغيير النظام، ولذلك، فهى فى حاجة إلى العمل مع الأنظمة المستهدفة كما هى، على الرغم من أخطائها وجرائمها، مشيرا إلى أنه لا يوجد بديل آخر لذلك.




موضوعات متعلقة..



أخبار ليبيا اليوم.. أوباما كان قلقا من التدخل العسكرى فى ليبيا













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة