لماذا كازاخستان؟.. كازاخستان أو جمهورية كازاخستان، هى بلد عابر للقارات، تقع بشكل رئيسى فى شمال آسيا الوسطى وجزئيا فى أوروبا الشرقية، وكانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفيتى، وأصبحت دولة مستقلة منذ عام 1991، وتتبنى نظام الحكم الرئاسى، ويرأسها نور سلطان نزار باييف، وبصفته رئيساً للدولة يتولى الإشراف أيضاً على الحكومة.
وبالنظر إلى واقعها الاقتصادى والاجتماعى أيضاً سنجد أن كازاخستان صنعت معجزة اقتصادية تشبه ما أنجزته اليابان أو كوريا الجنوبية أو سنغافورة أو ماليزيا أو الصين، ويعود ذلك من وجهة نظر كثيرين إلى الاستراتيجية التى اتبعتها كازاخستان منذ استقلالها عام 1991، ويضاف لذلك اعتمادها فى عام 1997 لـ«استراتيجية 2030»، التى تهدف إلى تحويل الدولة إلى متقدمة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، معتمدين على الوفرة البترولية.
هذا جزء بسيط عن كازاخستان التى زارها الرئيس عبد الفتاح السيسى يومى الجمعة والسبت الماضيين، وكان السؤال الدارج فى مصر خلال الزيارة لماذا اختار الرئيس كازاخستان؟.. والإجابة بالطبع لها جوانب متعددة، منها ما يتعلق بالتخطيط الذى تتخذه الدولة الآسيوية لتحقيق أهداف التنمية، بالإضافة إلى الرغبة المصرية فى الاستفادة من توثيق التعاون بين القاهرة وأستانا.
هل هناك مجالات سنستفيد منها بالتعاون مع كازاخستان؟.. البلدان يمكنهما أن يتعاونا فى عدة أمور منها مبادرة حوار الأديان التى أطلقتها كازاخستان فى 2003 بمبادرة من الرئيس نزارباييف، والهادفة إلى التقريب بين الحضارات من خلال الحوار ودعم جهود حل النزاعات بطريقة سلمية، وهو ما يمكن أن يسهم فيه الأزهر الشريف بدور كبير، يضاف إلى الدور الرئيسى الذى تحاول البلدان الاضطلاع به لمحاربة الإرهاب والتطرف، وهو ما ظهر مما قاله الرئيس السيسى بأن لديه ثقة كاملة فى «أن دولة كازاخستان وما تمثله من اعتدال ووسطية شعبها وبحكمة وشجاعة قيادتها تعد فى مقدمة شركائنا فى مطالبة المجتمع الدولى بمزيد من العمل المشترك، من أجل كف أيدى الإرهاب الغاشم عن مصائر شعوبنا ومستقبل أبنائنا، والمضى قدما بخطى ثابتة على طريق التنمية الذى يعد وبحق العامل الرئيسى فى اقتلاع جذور الإرهاب فى ظل استغلال الجماعات الإرهابية للظروف الاقتصادية الصعبة لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها».
جانب آخر مهم يكمن فى زيارة الرئيس، فكازاخستان من الدول المصدرة للقمح والمنتجات البترولية، ومصر أكثر البلاد التى تشترى حبوبا من كازاخستان، وخلال 2006-2010 أرسلت كازاخستان إلى مصر مليون طن من الحبوب، وتعتبر كازاخستان عضواً مؤسساً للاتحاد الجمركى الأوراسى التى تتطلع مصر الدخول فيه بمساعدة كل من روسيا وكازاخستان، وكما هو معروف فإن الاتحاد الأوراسى الجمركى يدخل فيه كل من روسيا وبيلاروسيا، مع وجود رغبة حقيقية للتوسع فى هذا الاتحاد ليشمل جميع دول الاتحاد السوفيتى السابق، وبالنسبة لنا فى مصر فإن الدخول فى هذا الاتحاد ستكون خطوة مهمة فى نمو الاقتصاد، وهو ما أكد عليه رئيس كازاخستان فى البيان المشترك الذى صدر عقب القمة المصرية الكازاخية، بقوله إن الأستانا تدعم مصر فى مفاوضات التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسى، وأن بلاده تؤيد نية القاهرة لإنشاء منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوراسى.
كما أن كازاخستان أعربت عن استعدادها لدعم طلب مصر للحصول على وضع شريك فى حوار منظمة شانغهاى للتعاون، بما يصب فى توسيع نطاق التعاون متعدد الأطراف بين البلدين، ولا ننسى أن كازاخستان قررت قبل أسبوعين بإعادة حركة الطيران مع مصر، بعد أن توقفت بسبب حادثة إسقاط الطائرة الروسية على أراضى سيناء.
هذه بعض الأسباب التى يمكن ذكرها أثناء الحديث عن اختيار كازاخستان كمحطة أولى فى جولة الرئيس عبد الفتاح السيسى الآسيوية التى شملت اليابان وكوريا الجنوبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة