يتحير الواحد فيما يرى ويسمع كل يوم من أشخاص وجماعات، يتساءل الواحد عن كينونتها كلما سمع منهم شيئا أو رأى لهم فعلا، تكاد الصيحة تخرج من الأفواه: من أنتم؟ فإن كانوا مصريين لماذا يشمتون فى مصر هكذا؟ وإن كانوا غير ذلك لماذا يوهموننا بأنهم مصريون؟ وإذا كانوا غيورين على الوطن مثلما يدعون فلماذا يفرحون فى كل مصيبة تلحق به، ويهللون لكل هزيمة ينالها، ويبخسون من قدر أى انتصار يحققه؟
وزير الصناعة قال فى تصريح له إن مصر أنشأت خط إنتاج لتصدير 60 حافلة ركاب «أوتوبيس» بطابقين لإنجلترا، وبدلا من أن يفرح الجميع بتصريح الوزير المبشر انهال البعض عليه بالإفيهات السمجة والأقاويل المحبطة، مشككين فى صحة الواقعة التى ذكرها برغم أن متن الخبر يحمل كل مؤشرات الصحة وليس الخطأ، وأن هذا التصريح جاء خلال جولة الوزير بمرافقة اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية لمدينتى الصالحية الجديدة والعبور التى شملت افتتاح وتفقد 3 مصانع فى مجالات إنتاج الأتوبيسات والبويات والملابس الجاهزة بإجمالى استثمارات 7 مليارات جنيه وتوفير 7650 فرصة عمل مباشرة، لكن هذا «الخير» لم يلحظه أعضاء تنظيم «مصاصى الدماء» المنتشر على الفيس بوك، فقط لاحظوا أن الأمر ربما يصلح مادة للسخرية، ولم يسكتهم عن سخريتهم إلا حينما نشر موقع أجنبى خبرا يؤكد أن شوارع لندن بها الآن ما يقرب من 500 أوتوبيس مصرى فبهت الذى سخر.
مغنى الروك الكندى براين آدمز أتى إلى القاهرة، وأقام فيها، وأحيا حفلا كبيرا، وزار أهرامها وبعض معالمها السياحية وأعجب بها كثيرا، وكتب الكثير من كلمات الإشادة بمصر وجوها وحضارتها على حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لكن هذا كله ذهب مع الريح ولم يبق فى أفواه بعض الشباب إلا واقعة أن موظف من موظفى الجمارك كتب على جيتاره رموزا وأرقاما يبدوا أنها تخص حركة الجمارك والشحن، وانتهز هؤلاء هذه المناسبة كفرصة للنيل من مصر وللسخرية من مؤسساتها، وبدلا من أن نستخدم هذا الحدث الترويج لمصر سياحيا استخدموا هذا الأمر لتركيز على بشاعة الحياة فى مصر وعبثيتها، ولم يسكتوا حتى حينما عرفوا أن مطار كندا نفسه فعل ذات الفعل مع آدمز وجيتاره وأن آدمز نفسه أبدى تسامحا كبيرا مع الواقعة مؤكدا أنه سيأتى مرة أخرى إلى مصر للتمتع بها.
تصل الوقاحة أيضا إلى مداها حينما ترى تعليقات البعض على توصية البرلمان الأوروبى بتعليق المساعدات المقرر إرسالها إلى مصر، حيث وصل الأمر عند البعض إلى التشكيك فيمن اعترضوا على القرار من النواب الأوروبيين، لاصقين بمن رفض هذا القرار كل شرور العالم، وكأن الخير عندهم فقط هو أن يحارب العالم مصر وأن يجوع شعبها وأن تعطش أراضيها، وما يحزنك أكثر هو أن كل ما ذكرته ليس إلا قطرة من بحر التهكم الذى يصنعونه بنكهة «التهدم»، فمن أنتم؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جلال
اشكرك سيدي فعلا محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
لايوجد شعب فى العالم يعشق التباهى بتوافه الامور مثل الشعب المصرى