ارتفع الدولار فى مقابل الجنيه المصرى، وأحدث ذلك بالطبع أزمة فى الشارع، إذ ارتفعت أسعار أشياء كثيرة، وأصبح من المتوقع ارتفاعات جديدة فى الأساسيات وغيرها من المتطلبات التى يعتمد عليها المواطن المصرى، وبالتالى ستلقى هذه الأزمة بظلالها على كل الأشياء ومنها سعر الكتاب فى مصر، لأن معظم مستلزمات عمليات النشر من ورق وأحبار تأتى من الخارج، لكن الملاحظ ومن خلال تحقيق صحفى أجرته «اليوم السابع» أن كثيرا من أصحاب دور النشر والمسؤولين عنها يرون أن الأمر «لن يختلف كثيرا»، لأن صناعة الكتاب فى مصر تعيش أزمة دائمة من قبل ارتفاع الدولار، وهى قلة الإقبال على الشراء.
لقد أصبح لشراء الكتب فى مصر مواسم، وعلى رأسها معرض القاهرة الدولى للكتاب حيث تزدهر، نوعا ما، عملية البيع، ومن بعدها تظل المكتبات التى ليس لديها قدرة على المشاركة فى المعارض الخارجية تعانى من أزمة طوال العام، وذلك ليس مقصورا على فئة كتابية معينة لكنها تشمل الجميع، وإن كانت الرواية أكثر حظا بعض الشىء، لكن الأمر فى العام «سىء جدا»، لدرجة أن دواوين الشعر تراجعت نسبة شرائها بشكل كبير، مما دفع الكثير من دور النشر للتوقف عن طباعة هذا الفن الراقى.
وهنا نضم صوتنا مع أصحاب دور النشر الخاصة ونطالب الدولة بدور واضح فى المساعدة على انتشار وتوزيع الكتاب العام والخاص، فلم يعد دعم الدولة للكتاب أمرا جانبيا، بل دخل فى طور الضرورة الملحة، فبجانب هيئات النشر العامة توجد على الحكومة مسؤولية مساعدة دور النشر الخاصة، سواء بشراء جزء من الكتب لمكتبات المدارس الحكومية أو إقامة العديد من المعارض داخل المؤسسات الحكومية، ومنها الجامعات والمدارس، والحرص على مشاركة أكبر قدر من دور النشر الخاصة بتسهيلات تصل لحد التنازل عن الاشتراك.
كذلك تفعيل الاتفاقيات المنعقدة بين مؤسسات الدولة واتحاد الناشرين، فالمعروف أن اتحاد الناشرين المصريين كان قد عقد اتفاقا مع وزارة التربية والتعليم، وكان اللقاء الأول الذى حدث فى أواخر ديسمبر 2015 اعتمد على تخصيص مبلغ مليون وسبعين ألفا قامت الوزارة بتحصيله كرسوم ضمن المصاريف المدرسية لحساب تزويد المكتبات المدرسية من إصدارات الناشرين، وهنا نتساءل عن مصير هذا الاتفاق.
ومن ناحية أخرى على دور النشر لصناعة نسبة كبرى من القراء المشاركة فى المواقع الإلكترونية العالمية التى تقوم على تسويق الكتب فى الخارج، لأن ذلك سوف يفتح المجال نوعا ما أمام الكتب المصرية وليس هناك داع أن تكون الكتب بأسعار مرتفعة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة