تحدث الجميع تقريبًا عن البرلمان الأوروبى والبيان الذى صدر عنه بخصوص مصر، والحقيقة أننى ربما لا أهتم كثيرا هنا بتحليل ما جاء فى هذا البيان وإن كانت فيه عدة نقاط تستحق التحليل، ولكنى أفضل التدقيق فيما سبق هذه الجلسة، فقبل أن نلوم الآخرين، وإن كانوا يستحقون اللوم، لابد لنا أن نوجه اللوم لأنفسنا عبر عدة أسئلة لعدة أطراف.
والسؤال أولا يوجه إلى أعضاء البرلمان المصرى: ألم يعلم النواب أن هناك تاريخا محددا لهذه الجلسة؟ مع العلم أن كل جلسات البرلمان الأوروبى معلنة على الموقع الرسمى عبر شبكة الإنترنت فهل لم يعلم بها مسبقا أى من أعضاء مجلس النواب الموقرين؟! وإن كان الكل لم يعلم ولم يتابع فهل لم يهتم أيضا أعضاء لجنة الشؤون الخارجية فى البرلمان بالمتابعة؟!
ثانيا: أسأل المنظمات الحقوقية المصرية:
لماذا لا تتقدمون بتقارير دورية حول أوضاع حقوق الإنسان والحريات فى مصر إلى مختلف الهيئات الغربية المهتمة بهذا الملف؟ لماذا تتركون الساحة لعدد معروف ومحدود من منظمات المجتمع المدنى التى تتهم بأنها إما تناصر الجماعة الإرهابية وإما أن لها مصالح فى تقديم صورة مغلوطة عن مصر؟ لماذا لا تردون على كل ادعاءات هذه المنظمات كى تكون أمام العالم كله وجهتى النظر، إن قبلنا بأن ما يقدمه هؤلاء من بيانات ملتبسة يصح وصفه بوجهة النظر؟ لماذا لا تقدم تقارير مفصلة بشكل دورى وبعدة لغات إلى الجهات المهتمة بهذا الملف تحديدا؟!
ثالثا : أتوجه بسؤال إلى النخبة المصرية والشخصيات العامة: متى تقومون ببعض من دوركم لتوضيح صورة مصر وحقيقة الأوضاع فى الداخل؟! يعيب الكثيرون من المواطنين المصريين بل يخونون أحيانا عددا من الشخصيات العامة والمثقفين الذين ينقلون صورة مغلوطة عن مصر إما بقصد أو عن غير قصد، فلماذا لا نرى جماعات ضغط من مثقفين وناشطين يمارسون دورا واضحا فى التواصل مع النخب فى العالم الغربى بشكل مستمر لبناء جسر تواصل دائم، ولنا فى اللوبيات أو جماعات الضغط الإسرائيلية مثال واضح التى نجحت على مدى سنوات أن ترسم صورة ذهنية وهمية عن إسرائيل أصبحت ثابتة فى أذهان الملايين فى الدول الغربية وصورة أخرى مشوهة عن الشعب الفلسطينى.
أما فيما يخص البرلمان الأوروبى فأسألكم: كيف من الممكن أن يتخذ طرف ما من قضية مازالت قيد التحقيقات عنصرا ودليلا للحكم على الأوضاع فى مصر؟! ولماذا تعتمدون فى بياناتكم على وجهة نظر واحدة فقط دون النظر إلى غيرها رسمية كانت أم مستقلة؟! لماذا لم نسمع لكم صوتا منذ سنوات طويلة حول أوضاع حقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة؟! لماذا لم يتحرك لكم ساكن عندما تم إغلاق مكاتب قنوات تليفزيونية هناك؟! لماذا لم تعترضوا على اعتقال إسرائيل لعشرات من الصحفيين من مختلف الجنسيات؟! لماذا لم نسمع لكم صوتا عندما قتلت إسرائيل عشرات الناشطين والصحفيين على مدى سنوات طويلة ومنهم من قتل على الهواء وشاهدهم العالم صوتا وصورة! وماذا عن تركيا وأوضاع حرية التعبير فيها؟! وماذا عن معقل الحريات فى العالم «معتقل جوانتانامو»؟!
وأخيرا لا يصح أن نناقش ما جرى بعيدا عن هذه الفئة من المصريين التى ترحب دائما بل وتروج أحيانا لكل ما يسىء للمشهد المصرى سواء عن حق أو بالباطل، وأسألهم بصدق: لماذا تتشككون دائما فى أى معلومات تأتى من الدولة المصرية فى حين ترفضون على طول الخط التشكيك فى أى سيناريوهات تأتينا من الخارج حول أى من الأحداث داخل مصر ومنها على سبيل المثال وليس الحصر حادث مقتل الشاب الإيطالى؟!! أعلم جيدا أن الكثير منكم لا يبغى سوى أن يرى مصر بلا ظلم ولا فساد ولا قمع، وأعلم علم اليقين أن النسبة الكبرى من هذه الفئة تعشق تراب هذا الوطن، ولكن فقط أطالبكم بمراجعة أنفسكم قليلاً من حين لآخر، ولتنتبهوا أيها السادة، فمن الحب ما قتل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
كل الأسئلة أجوبتها معروفة ....
فهل هذه الأسئلة من باب التذكرة أم التعجب؟!