"اليوم السابع" التقى بـ"محمد السيد الدالى" مدير عام فرع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة سوهاج لنتعرف منه على أبرز المشاكل والصعوبات التى تواجهه وكيفية خروج المحافظة من مشكلة الأمية. وكان هذا الحوار..
فى البداية حدثنا عن مشوار ومسيرة محو الأمية فى قرى ونجوع محافظة سوهاج؟
- هناك خطة لمحو الأمية على مستوى المحافظة معتمدة من الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج وتهدف إلى محو أمية 127 ألف مواطن فى الشريحة العمرية 15 سنة فأكثر وهذه الخطة تأتى ترجمة للخطة الاستراتيجية لمحو الأمية على مستوى الجمهورية وتقوم هذه الخطة على مشاركة كافة مؤسسات المجتمع الحكومى والمدنى فى برامج محو الأمية وحتى هذه اللحظة تم تحقيق 61% من مستهدف عام 2015 -2016 وقد بلغت نسبة الأمية فى الشريحة العمرية 15 سنة فأكثر بدون اضافة التسرب من التعليم 26.7%.تعتبر محافظة سوهاج من أكثر محافظات الصعيد فى أعداد الأميين فى مختلف الأعمار.. ماذا عن خريطة محو الأمية بالمحافظة للتعامل مع المشكلة؟
- أحب أن أوضح أن التعامل مع الاعداد المرتفعة للأميين فى سوهاج يتم التنسيق بشكل فاعل مع العديد من مؤسسات المجتمع المدنى لما تملكه هذه المؤسسات من مرونة عالية وقدرة كبيرة على التواجد فى المجتمعات الأكثر احتياجا والأكثر أمية، كما أن هناك شراكة مع كليات التربية والدراسات الإسلامية والعربية، وأيضا بعض المؤسسات الحكومية كمديرية الزراعة فضلا عن مساهمة شباب الخريجين والخريجات بالعمل بنظام المكافأة الشهرية.وما عدد الأميين المستهدف محو أميتهم عن طريق الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار فى سوهاج؟
أولا لا بد من الإشارة أن مهمة الهيئة وفقا لأحكام القانون هى التنسيق بين الجهات التى تقتسم مسئولية فتح الفصول وفى الخطة التى تم إعدادها هناك مستهدف لكل جهة من هذه الجهات سواء كانت مؤسسات مجتمع مدنى أو طلبة الجامعة.
أما عدد ما تم محو أميتهم خلال عام 2015 – 2016، 31 ألف مواطن بنسبة 61% وبزيادة 2 % عن عام 2014 وقد حققت مشاركة مؤسسات المجتمع المدنى بالمحافظة فى جهود محو الأمية فضلا عن انخفاض مشاركة طلاب الجامعة فى برامج محو الأمية.
وما أسباب ارتفاع معدلات الأمية من وجهة نظرك؟
- هناك ثلاثة أسباب لارتفاع معدلات الأمية وهى عدم الاتاحة فى سن الزام بالالتحاق بالمدرسة وكذلك التسرب من التعليم، والارتداد للأمية مرة أخرى.على الرغم من مجهوداتكم لمحاصرة الأمية إلا أن نسبة الأمية بالمحافظة فى زيادة ملحوظة.. ما تعليقك على ذلك؟
- الواقع أن النسبة فى انخفاض وأعداد الأميين فى زيادة بسبب ارتفاع معدلات السكان بالمحافظة وتم التوسع فى التعاون مع الشركاء للعمل على خفض معدلات الأمية من خلال ما أصدره المجلس والمجلس الأعلى للجامعات بالتنسيق مع الهيئة العامة لمحو الأمية بإنشاء وحدة لتعليم الكبار لكل كلية من كليات الجامعة، وأن يكون محو أمية 8 من الطلاب متطلب من متطلبات التخرج من الكلية.وهل هناك معوقات ومشاكل تواجهكم فى تنفيذ سياسة الدولة للوصول بمعدلات الأميين لأقل نسبة؟
- نعم هناك مشاكل ومعوقات وهى عدم الوعى من خطورة الأمية ووجوب مشاركة كل مؤسسات المجتمع فى التصدى لها، وكذلك تبنى حجم المشاركة من مؤسسات المجتمع المدنى، وعزوف حملة المؤهلات العليا عن العمل فى برامج محو الأمية وتعليم الكبار، وعدم وجود منظومة لتحفيز الأميين على الالتحاق بفصول وبرامج محو الأمية، والتسرب من التعليم يفاقم المشكلة ولا يظهر معها أى جهد فى مجال محو الأمية.هل تتعاون معكم الجهات التنفيذية مثل المحافظة والوحدات المحلية فى إنجاح خطة محو الأمية؟
- نعم هناك بالتأكيد تعاون مع الإدارة المحلية بالمحافظة وهناك متابعة دائمة من المحافظ باعتباره رئيس المجلس التنفيذى لمحو الأمية، كما أن هناك تعاون مع مديرية الزراعة والتربية والتعليم والأوقاف.على الرغم من التحاق العديد من خريجى محو الأمية بسوهاج بالمدارس والكليات إلا أن هؤلاء أعداد محدودة.. ما ردك على ذلك؟
- هناك العديد ممن تحرروا من الأمية فى المحافظة وواصلوا تعليمهم ومن هؤلاء طبيبة بمركز جهينة فقد التحقت بالتعليم وعمرها 14 عاما إلى أن تخرجت من كلية الطب وهناك أيضا متحرر من الأمية بمركز البلينا، وهو الآن فى مرحلة الدراسات العليا وأيضا هناك سيدة حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وشص اخر حاصل على كلية الآداب قسم فرنسى.وما أسباب الأعداد الكبيرة من الأميين بسوهاج؟
- يرجع ذلك إلى أن المحافظة من المحافظات الأكثر احتياجا اقتصاديا ومن المعلوم أن الأمية والفقر وجهان لعملة واحدة وكلما ارتفعت معدلات الفقر ارتفعت الأمية والعكس، بالإضافة إلى أن الصعيد لم يكن محل اهتمام فى الفترة الماضية.المتسربون من مدارس التعليم بالمحافظة فى زيادة كبيرة ويمثلون مشكلة لإنجاح خطط محو الأمية بسوهاج.. كيف ترصدون ظاهرة التسرب وكيفية معالجتها؟
- هناك برامج حالية تنفذ بمديرية التربية والتعليم ومنها برامج القرائية والحسابية ويتم تنفيذها فى المرحلة الابتدائية، وتهدف إلى زيادة اكساب الدارسين لمهارات الكتابة والقراءة بما يمكنهم من السير فى العملية الدراسية بدرجة جيدة.وكذلك التوسع فى التغذية المدرسية بما يعود على العملية التعليمية بمزيد من انتظام الدارسين فى الدراسة، وأيضا التوسع فى مدارس الفصل الواحد والمدارس المجتمعية، وذلك لإتاحة الفرصة لمن تسربوا من التعليم بالعودة مرة اخرى.
وما أوجه التعاون بينكم وبين مديرية التربية والتعليم لمحاصرة الأمية؟
- يوجد تعاون بيننا وبين التربية والتعليم وجامعة الأزهر ولدينا بروتوكول تعاون بيننا وبين التربية والتعليم وننظم الشراكة معها فى مجال محو الأمية، حيث تساهم المديرية فى خفض معدلات الأمية من خلال محو أمية 10 مواطنين من جانب المعلمين المعينين فى مسابقة الـ30 ألف معلم فضلا عن فتح المدارس بعد توقيتات العمل الرسمية لفصول محو الأمية.وهل هناك تعاون بين فرع محو الأمية فى سوهاج والمسجد والكنيسة؟
- بالفعل هناك تعاون بين الفرع والمسجد والكنيسة وهو مشاركة الأئمة فى فتح فصول لمحو الأمية وكذلك مشاركة الأديرة فى عمل اختبارات للمترددين عليها من الملمين بمهارات القراءة والكتابة والذين لم يحصلوا على شهادات دراسية من قبل، كما قام الفرع بالتنسيق مع مطرانية الأقباط بمركزى جرجا والبلينا وتم فتح عدد من الفصول بالكنائس.كيف تواجهون محاولات تزوير شهادات محو الأمية للفئات المتقدمة لوظائف حكومية أو استخراج رخص قيادة السيارت؟
- هناك مصدر واحد فقط لاستخراج الشهادة وهو الديوان العام للهيئة بالقاهرة والشهادة بها مجموعة من عوامل الأمان حتى يصعب تزويرها، وكذلك وجوب مراجعة كل الجهات الحكومية للهيئة العامة لتعليم الكبار للتحقيق من مدى صحة وسلامة الشهادة المقدمة إليها.مظلة محو الأمية بسوهاج من خلال الفصول بكل مراكز وقرى ونجوع المحافظة.. هل أعدادها كافية لإنجاح مهمتكم؟
- نحن نحتاج إلى ضعف عدد الفصول المفتوحة فى المحافظة ولدينا 4 آلاف فصل محو أمية على مستوى المحافظة وهذه ليست كافية ونحتاج إلى مضاعفة المؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى وزيادة دور طلاب الجامعات للتصدى لمشكلة الأمية.البعض يطالب بعودة القسم الليلى لتعليم القراءة والكتابة.. ما رأيك فى ذلك؟
- هذا نمط تعليمى كان يتناسب مع فترة زمنية معينة ولا يتناسب حاليا ومحو الأمية هى أحد أفرع تعليم الكبار ولتعليم الكبار أسس تربوية واقتصادية واجتماعية تأخذ بها الهيئة فى التصدى لمشكلة الأمية على مستوى الجمهورية، كما أن برامج الهيئة لديها مرونة عالية فى اختيار الدارسين فى مكان وتوقيت الدراسة بما يتناسب مع ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.أنتم متهمون بعدم الاستفادة من الخريجين خاصة فى القرى والنجوع وهى الأماكن الأكثر فى أعداد الأميين.. هل فكرتم فى الاستفادة من الخريجين لإنجاح خطط محو الأمية؟
- لم يكن هناك إلزام للطلاب بالمشاركة فى برامج محو الأمية على مستوى المحافظة على غرار ما تم الأخذ به فى جامعة الزقازيق من إلزام للطلاب فى المشاركة فى برامج محو الأمية، بتخصيص عدد من الدرجات التى تمنح للطلاب نظير مشاركتهم فى محو الأمية؛ ونأمل فى ضوء المجلس الأعلى للجامعات بمشاركة أوسع للطلاب.هل تشهد خطتكم المستقبلية افتتاح فصول محو أمية جديدة بمراكز المحافظة؟
- الخطة تترتب على القوافل الإعلامية بالقرى والنجوع والتواصل مع العمد والمشايخ على مستوى المراكز بهدف تحفيز أبناء المجتمع على فتح العديد من الفصول لتحقيق المستهدف على مستوى المحافظة.وهل توجد خطة خمسية لفرع الهيئة بسوهاج للتعامل مع مشكلة الأمية؟
- نعم لدينا خطة خمسية ويتم إعدادها للشراكة مع كافة المؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى والحكومى للمحافظة.لماذا لا تستفيدون من إمكانات جامعة سوهاج فى الصيف من خلال تشغيل الطلاب بفصول محو الأمية فى القرى والنجوع؟
- سيتم ذلك فى ضوء قرارات المجلس الأعلى للجامعات، كما أن هناك تنسيقا مبكرا بين الهيئة والشباب والرياضة لاستثمار طاقات الشباب الجامعى خلال الإجازة الصيفية لمحو الأمية.وما دور الصندوق الاجتماعى فى دعم برامج محو الأمية بالمحافظة؟
- الصندوق الاجتماعى يقدم منح مالية تصل إلى المليون جنيه لكل جمعية من الجمعيات التى ترغب العمل فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار، وحتى الآن تم توقيع بروتوكول ما بين الصندوق الاجتماعى للتنمية و8 جمعيات للعمل فى مجال محو الأمية ويتم محو أمية ألف مواطن سنويا.أخيرا ما الجهات التى تتعاونون معها فى مجال محو الأمية؟
- هناك التربية والتعليم والأوقاف والزراعة والتضامن الاجتماعى وجامعة الأزهر والإدارة المحلية وجامعة سوهاج والمحافظة.
موضوعات متعلقة..
بدء تدريب 450 من معلمى ومعلمات فصول محو الأمية بسوهاج لرفع كفاءتهم المهنية
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالهادي محمود عبدالرحمن حسب
العمارنه
مركز البلينا سوهاج