بسرعة كشف ظهور شركتى التاكسى الحديثة «أوبر وكريم» عن كل عيوب التاكسى الأبيض. مئات البوستات على فيس بوك وتويتر ترصد مخالفات وأخطاء التاكسى الأبيض، قصص عن الجشع والتحرش والتعالى والشروط المسبقة، وعدم تشغيل العداد، أو تشغيله وهو ملعوب فيه، ليسجل ضعف أو ضعفى الأجرة. لا يمكن للراكب أن يعرف أبدا أجرة المشوار، وفى كل مرة يدفع مبلغا مختلفا. لاحظ أن التاكسى الأبيض فى بداية ظهوره والتزامهم بالعداد شجع كثيرين وأنهى على التاكسى القديم، حتى استفرضوا بالسوق وتعالوا على الركاب.
لم يكن أحد يشكو حتى طلعت سيارات أوبر وكريم، لتكشف كل أمراض التاكسى. سيارات حديثة نظيفة منظمة آمنة، الأجرة محددة خط السير معروف، المعاملة محترمة.
من قبل ظهرت شركات أخرى، فشلت بسبب الاستغلال، لكن الشركتين حققتا تقدما بسرعة، سائقو التاكسى الأبيض غضبوا وتظاهروا، وطالبوا الحكومة بمنع الشركتين، هاجموا السيارات وأبلغوا عنها المرور، وقالوا إنها مخالفة لا تدفع ضرائب. اتضح أن الأمر غير ذلك. المرور تعاطف فى البداية مع التاكسى الأبيض، لكن الجمهور ساند الخدمة الأفضل والمعاملة الأفضل.
سائقو التاكسى الأبيض فى مصر بلا قوانين، صحيح ليسوا كلهم سيئين لكن السيئ طغا على الجيد، وعندما اعترضوا لم يناقشوا أبدا أن انصراف الناس عنهم بسبب سلوكياتهم المرفوضة.
كلمة السر هنا هى المنافسة، وما جرى مع التاكسى الأبيض حدث من قبل مع سلاسل السوبر ماركت الحديثة، التى تبيع بأسعار الجملة وأقل من المحلات العادية، توسعت السلاسل وهددت المحلات بسبب فرق السعر والخدمة، واضطر السوبر ماركت الأصغر لتقديم تنازلات وعروض وتخفيضات ليستعيد الزبائن. لكن سائقى التاكسى لم يفكروا فى تعديل طريقتهم لاستعادة الزبائن فقد يعيدوا سلوكيات سائقى التاكسى الكبار الذين كانوا محكومين بأخلاقيات واحترام وتواضع وتحضر، لكنهم انقرضوا.
الحكومة وعدت بدراسة الأمر، بعد أن كانت هناك وعود بمنع أوبر وكريم، الأمر هنا يتعلق بجمهور كشف عن تلاعب واستغلال وأخطاء.
ومع الاعتراف بأن مصالح سائقى التاكسى مهمة، وأنهم فئة لها متطلبات اجتماعية واقتصادية، عليهم وقد اجتمعوا فى تنظيم نقابى لأول مرة، وأن يعيدوا النظر فى سلوكيات أدت بهم للخسارة أمام أول منافسة، وحتى لو اختفت الشركات الجديدة سيظهر غيرها وينافس ويفوز.