الفتاة أصبحت الآن فى سن البلوغ ولم يحدث لها مثل صديقاتها التى اعتادت أن تلعب معهن وترافقهن وكانت الصدمة الكبرى التى هزت مشاعرها كأنثى فى ظهور تضخم بأعضائها التناسلية بشكل غريب جعلها تخرج عن صمتها وتلجأ إلى والدتها وتخبرها بأن أمرا غير طبيعيا لا تجيد التصرف معه.
زارت الفتاة مع أهلها الدكتور مجدى لولح، أستاذ جراحة الأطفال بكلية الطب جامعة المنوفية وعضو جمعية جراحى الأطفال المصرية، فأفصح عن المشكلة وكانت الصدمة.. الفتاة ذكرا فى الأساس وتم التعامل معها منذ ولاتها وحتى سن البلوغ على أنها فتاة.
لجنة من ثلاثة الأطباء وعالم أزهرى
بدأت الفحوصات بفحص الكروموسومات لمعرفة ما هية جنسها الحقيقى، ثم تشكلت لجنة من ثلاثة أطباء وأحد علماء الأزهر لإتمام الإجراءات اللازمة للاعتراف بكون الأنثى ذكر وفى السياق أتاح الطبيب جلسات نفسية للفتاة وأهلها لتتعامل مع صدمة طبيعتها وتقبل تصحيح جنسها بعد العمليات الجراحية التى تعالج العيوب الخلقية فى الأعضاء التناسلية كى تصبح ذكرا كاملا.
خطوات طبية لتصحيح جنس الفتاة
وأجرت الفتاة عدة عمليات للتصحيح الجنسى منها عملية لتثبيت الخصيتين وأخرى خاصة بالعضو الذكرى وأمور أخرى متعلقة بإصلاح تشوهات مجرى البول، وما قلل من وطأة المشكلة هو أن الفتاة أصرت على عودتها لجنسها الحقيقى مع شعورها بالخجل الشديد لما حدث لها.
إجراءات قانونية لتغير بيانات الأنثى إلى ذكر
يمثل تغيير بيانات الهوية من فتاة إلى ذكر أو العكس مشكلة كبيرة أمام عملية تصحيح الجنس، لأنها تحتاج عدة إجراءات أهمها التقرير الطبى والحصول على موافقة الأزهر وإقامة دعوى قضائية ضد السجل المدنى للحصول على الحق فى العودة إلى الجنس الحقيقى للإنسان.
التأثير على القدرة الإنجابية وممارسة العلاقة الجنسية
ويؤكد أستاذ الجراحة أن هذه الحالة قد تنجو من التأثير السلبى على قدرتها الإنجابية فيما بعد، وفى العموم يتم تحديد ذلك وفقا لحالة الخصيتين، ولكن المؤكد أنها ستعيش علاقة جنسية كاملة بلا أى مشاكل عند الزواج، وهو الأمر الجيد وسط كل هذه المأساة التى يرجعها الطبيب المتابع إلى لجوء العائلة عند ولادة الطفلة لـ "الداية" بدلا من المستشفى، وبالتالى التعامل مع نوع الجنين بشكل خاطىء كل هذه الفترة إلى أن وصلت سن البلوغ وبدا الأمر فى غاية الوضوح.
حالة أخرى لطفل تُكتشف مبكرا
ويقول د. لولح، إنه من خلال متابعته للحالة، يتعايش مع كل تفاصيلها ومشكلاتها الطبية والاجتماعية والنفسية، ويعلم أن هذا الطفل من البداية كان يمكن ألا يتعرض لكل ذلك لو كان مولودا فى مستشفى على يد طبيب، موضحا أن هناك حالة حقيقية لطفل يعانى أيضا من هوية جنسية غير معروفة ولكن لكونه تحت متابعة الأطباء تم التعرف على جنسه سريعا وأتضح أنه ذكر فعلا حيث يستطيع الأطباء تمييز هذه الحالات حتى مع التشوهات الجنسية.
وأكد أستاذ جراحة الأطفال بجامعة المنوفية ضرورة التثقيف الطبى وإجراء فحوصات معينة للأطفال خاصة مع وجود شك فى طبيعة جنسه، داعيا إلى أن تكون هذه الفحوصات إجبارية ومنها فحص الغدة الدرقية لاكتشاف أى نقص فى إفرازها من البداية وعلاجها قبل أن تصبح مرض يعانى منه الإنسان طوال حياته.
مفاجأة.. 3 حالات من كل ألف طفل يولدون غير معروفين الهوية الجنسية
وأكد لولح إن هناك ثلاثة أطفال من بين كل ألف يولدون بعيوب خلقية فى مجرى البول، وتعد هذه العيوب من أعقد ما تواجهه الأسر، لأنها تؤدى إلى الحيرة فى تحديد طبيعة جنس المولود بسبب التشوهات التى تتراوح ما بين طفيفة وقوية.
أضاف لولح أن هناك عدد من الأسباب تكون وراء هذا الخلل تتمثل فى الاستعداد الجينى لدى الطفل أحيانا والأشعة التى تتعرض لها الأم خلال فترة الحمل أحيانا أخرى.
كما أوضح أن الحل فى هذه الحالة أن يتم إخضاع الطفل إلى فحص كروموسومات وبعدها يتم إصلاح مجرى البول بما يتناسب مع الحالة أى إن كانت فى حقيقتها ولد أو بنت، وذلك من خلال عدد من العمليات الجراحية التى تختلف حسب نوعية التشوهات الخلقية.
وكانت الدكتورة غادة أنور، مديرة وحدة الغدد الصماء بمستشفى أبو الريش، قد أكدت أن هناك ما يتراوح بين 500 إلى 600 حالة لطفل غير معروف الهوية الجنسية تحت المتابعة بالمستشفى، بنفس الأسباب العضوية التى ذكرها لولح، مشيرة إلى أن المستشفى تستقبل ما يعادل 10 حالات شهريا يشك أهلها فى حقيقة نوعها.
موضوعات متعلقة..
دراسة: الفتيات المقيمات فى الأحياء الفقيرة الأكثر عرضة لـ"البدانة"
أستاذ قلب:مجموعة الاستاتين قادرة على علاج قصور الشرايين التاجية وجلطات القلب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة