دينا شرف الدين

بر الأوطان وعقوق الأبناء

الجمعة، 18 مارس 2016 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن على مشارف استقبال عيد الأم الذى نحتفل به فى شهر مارس من كل عام إجلالاً وتقديراً للأم التى لا يوفيها قدرها إن أقمنا لها الاحتفالات والأعياد طوال العام، أبعث برسالة حب من أعماق القلب لأمى أطال الله فى عمرها وأمهات مصر كلهن.

ولكننى قد توقفت قليلاً لتنتابنى حالة من التأمل العميق لحال مصر أم الدنيا كما تعودنا أن نسميها، فقد تألمت وتأذت كثيراً من عقوق الأبناء !

فمن سخرية القدر أن تحتضن الأم أبنائها وتحذرهم من الخطايا وتكشف لهم الخبايا وتحميهم بكل أسلحة دفاعها من السقوط، لتجد أكثرهم يديرون ظهورهم ويتخذون من العداء لها منهجاً وسبيلا !
فلم تسلم مصر من عقوق أبنائها الذين تخلوا عنها فى وقت الشدائد، ما بين خائن يكشف عن وجهه القبيح غير مبالى بأن يكتشف خيانته أحد، ومنافق يضمر فى قلبه ما لا يتفوه به، ومنتفع يؤثر مصالحه الشخصية ولا يشغل باله قليلاً بما ينفع به وطنه أو يضر، وأخيراً وليس آخراً سلبياً غير مكترث بهذا أو ذاك، هذا الذى قرر أن ينغلق على نفسه باحثاً عن الهجرة لا يلتفت لنداء الوطن الذى بُح صوته من كثرة النداء على أبنائه المخلصين ليصلب قامته بسواعدهم من جديد، ولكن لا حياة لمن تنادى !

عزيزى الإبن العاق: عقوق الوطن لا يقل فى قسوته عن عقوق الوالدين، فكما يجب عليك أن تكون باراً بوالديك بعد أن يشتد ساعدك لترد جزءاً صغيراً من الجميل، عليك أيضاً أن ترد الجميل لمصر الأم والوطن الذى تربيت فى خيراته ونعمت فيه بالأمن والأمان والاستقرار، هذه النعم الكبيرة التى تعودناها دون أن ندقق النظر كيف توفرت لنا دون أن ندرك كيف !

فهل يجوز لمن تربى فى ضائقة من العيش أن يكره والديه الغير قادرين ثم يدير لهم ظهره عقاباً لكونهم كذلك ؟ أم ينبغى عليه أن يبذل كل قدراته ليعوضهم ويرتقى بهم إلى ما يصبو إليه من تطلعات ؟
فهذه الحجة عزيزى المواطن الناقم على حالك ليست إلا للبليد.
فالبر بالوطن واجب على الجميع، من وُلد بملعقة من الذهب فى فمه ومن تربى فى ضيق من العيش.
اعمل ولا تدخر جهد فهذا واجب وليس فضل
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين.
وكل عام ومصر أم الدنيا بخير وسلام ببر أبنائها الكرام





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة