"دى شمال" الكلمة التى تتردد فى الغالب داخل مجتمعنا عن بعض المهن وعلى رأسها التمريض، فغالبية المواطنين يرون أن الممرضة هى امرأة سلوكها غير جيد وأخلاقها ليست كمثيلاتها من الفتيات الجالسات فى البيوت والعاملات فى مهن غير التمريض.
ودعت الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض إلى إصدار قانون يُجرّم الإساءة للمهن وعلى رأسها التمريض والسماح لهن بتولى المناصب القيادية لمختلف المؤسسات الصحية.
"بسمة.. احنا مش شمال اللى مبيشتغلش هو اللى شمال"
تشكو بسمة، ممرضة بإحدى المراكز الطبية الخاصة، عن ما تلاقيه فى المهنة من تعب وإجهاد يكاد يجعلها لا تستطيع أن تقف على قدميها عند عودتها إلى المنزل، فتارة تعانى من تعدى أهل المريض عليها لفظيًا وتارة تعانى من العمل ورديتين كاملين، فضلاً عن اعتماد الأطباء عليها بشكل شبه كلى فى حالة عدم وجودهم.
وعن السمعة السيئة التى تلاحقهن تقول بسمة "والله العظيم بيطلع عنينا احنا مش بنبات برا نعمل حاجة وحشة، احنا بنشتغل بمعدلات أكتر من العادى عدد ساعات زيادة وتعب كتير وفى الأخر يقولوا الممرضة شمال.. اللى مبيشتغلش هو اللى شمال".
"منار.. مش بس شمال مكنزين على قلبنا كتير"
بسخرية تملأ صوت منار، الممرضة باحدى المستشفيات الحكومية، تقول أن مهنة التمريض لها الفضل عليها ليس فى الأموال فقط، بل فى تقوية قلبها وانفعالاتها بشكل عام، فتلك المهنة على حد قولها جعلتها تستقبل كل الكلام على سمعتها بهدوء دون أى مبالاة أو عصبية.
تقول منار "احنا مش بيتقال على سمعتنا انها وحشة بس، احنا بيتقال علينا شمال وكمان مكنزين على قلبنا اد كدا"، بنبرة اختلط بها الحزن مع اللامبالاة تضيف منار بعض الصفات التى التصقت بوظيفتهن دون أى سند عقلى ومنطقى عليها، فلا يصح أن يدمج المجتمع بأكمله صفة تخص الشرف بفتيات المهنة كاملة.
سهير "احنا بنصرف على نفسنا ومبنمدش ايدينا لحد"
بطريقة انفعالية عبرت سهير، ممرضة فى احدى المستشفيات الخاصة، عن ما تلاقيه فى مهنتها من شقاء، قائلة "محدش بيكون عارف اللحظات الصعبة اللي بتعدى علينا لما نيجى نمرّض مريض فنلاقيه مات"، تتحدث سهير بكل أسى عن تلك اللحظات التى تخبر فيها أهالى المريض عن وفاته، فهذا يسبب لهم اكتئاب فى كثير من الأحيان.
وتستطرد سهير "احنا بنشتغل وبنشقى ونصرف على نفسنا ومبنمدش ايدينا لحد، يمكن ده السبب اللى خلا الناس تقول علينا شمال، الممرضة أحسن من 100 راجل وبتقدر تتحمل مناظر دم وعمليات وقرف الراجل ميعرفش يتحملها".
وتحكى سهير أن هناك موظف تقدم لخطبتها إلا أن والدته حين علمت أنها ممرضة أبت أن تجعل خطبتهم تتم، فسرعان ما انتهت علاقتهما ببعضهم البعض بعد موقف والدته التى قالت له "دى شمال ايه اللى يرمينا عليها".
موضوعات متعلقة..
إحالة 200 طبيب وممرض وموظف بمستشفى فاقوس العام للتحقيق لتغيبهم عن العمل
نقيب التمريض تطالب بقانون لتجريم الإساءة للمهن ومنحهم حق تولى المناصب القيادية
وكيل "صحة المنوفية" تجرى جولة مفاجأة.. وتحيل 5أطباء وممرضة وفنى أشعة للتحقيق