مخطئ من يتصور أن السلطة من التسلط أو أن قوة الحكم تأتى من ضعف المحكومين أو أن تصدر المشهد يعنى أن يتحول الجميع إلى مشاهدين!!.. يا سادة أفيقوا يرحمكم الله فإن الهيمنة على الحياة السياسية تعنى فى الحقيقة موتها. وتحويل أى نوع من المعارضة أو الاختلاف أو الخلاف إلى تأمر وخيانة وتواطؤ. لا يسمى وطنية بل (خيبة قوية). لأنه لا يحل المشاكل بل يزيد من الانقسام والتفتت وانعدام الثقة ويحول طريق الجميع إلى الاتهام والدفاع والتشكيك وهو أبعد ما يكون عن طريق الإصلاح والوفاق الوطنى المنشود أو الذى نتشدق به فقط.
علامات كثيرة تؤكد أن السيارة ترجع للخلف والبلاد تعود للأمس. وبعض قيادات الدولة مازالت تستهين باستهجان الناس وتتصور أن كل من يغضب الآن خائن وكل من يستنفر أخطائها عميل. ومازال اللعب بالشعارات هو الغالب ومازالت الدولة تحن لسياسة القطيع.
لم نتعلم من تجربة استبداد الحزب الوطنى ومبارك أو تسلط حزب الحرية والعدالة والإخوان نحاول أن نكرر المأساة مرة اخرى فى شكل جديد ونسيطر على مجلس الشعب بائتلاف دعم مصر وكأن تغيير وجه العفريت سيحوله إلى طفل برئ أو تغيير جلد الذئب سيجعله حمل وديع.
الناس تفهم كل شىء وتدرك تماما هذه الآلاعيب. عيب والله العظيم عيب بعد ثورتين متلاحقتين أن يكون برلماننا بهذا التهريج!!. ما معنى أن نضع العراقيل ونشدد القيود ضد تكوين أى ائتلاف آخر فى مجلس الشعب بحجة النظام والتنظيم. أى نظام هذا الذى يفرض على دولة كاملة رؤية ائتلاف واحد واى تنظيم هذا الذى يدعوا لاحتكار سلطة المجلس واحتقار حق الشعب فى الاختلاف والتناظر والمعارضة.
لا يخفى على عاقل أن الهدف الأساسى لمجلس الشعب فى أى دولة هو أن يشعر الناس بأن هناك سلطة شعبية تحاسب الحكومة وتراقب أداء النظام السياسي. الناس تنتخب النواب ليكونوا صوتهم فى البرلمان يطالبون بحقوقهم ويصرخون لمعاناتهم ويفرضون على الدولة قوانين وتشريعات تخدم مختلف الفئات .
حينما يشعر الناس بأن صوتهم موجود فى مجلس الشعب وأن اعتراضاتهم تهز أركان البرلمان وأن مطالبهم تفرض على الدولة والحكومة فلن يتسللوا إلى تنظيمات سياسية سرية أو محظورة ولن يسعوا للاحتشاد أو للتظاهر ولن يصبحوا كجمر الأرض يتأجج ويتجمع وينفجر مرة أخرى كالبركان.
النظام الرشيد هو الذى يحتضن معارضيه قبل مؤيديه ينصت للمختلفين معه قبل المتفقين ويصنع جسور وطرق واضحة للاختلاف والنقاش والمعارضة بدلا من أن تتراكم وتتلاحم رغم أنفه فى الخفاء وتخرج فجأة فى انفجار عظيم.
أداء مجلس الشعب وضع الدولة كلها فى موقف حرج وفاعليات هذا الأداء وتأثيره سيظهر فى قرارات مجلس الشعب بعد قليل حينما يعرف الناس أن الرد الوحيد الذى يقوم به المجلس الموقر هو الموافقة. وقتها لن تهتز ثقة الناس بالمجلس فقط بل سيشوه ملامح النظام كله ويضعه فى موقع الريبة والاتهام. رسالة أخيرة للنواب المحترمين (الذين رفضوا وانسحبوا بعد الموافقة على المادة 97 الخاصة بتكوين تشكيل الائتلافات والتى اقترحها ائتلاف دعم مصر لتعجيز النواب الآخرين عن حشد ائتلاف موازى بعد أن تم رفع نسبة التشكيل من 20% إلى 25% من أعضاء المجلس) أنتم قادرون على تخطى هذا التحدى فقط يلزمكم الإصرار على تكوين ائتلافات موازية والتخلص من الانتماءات الحزبية أو الأيديولوجية التى تبدوا بسيطة أمام الانتماء لمصر والعمل لصالح شعبها.
أما رسالتى لائتلاف دعم مصر و أعضائه فهى باختصار لقد أصبتم كل من وثق فيكم بالإحباط واليأس ومهما تغنيتم بحب مصر فمن الحب ما قتل ولن يشفع لكم التاريخ أو الشعب محاولاتكم للسيطرة على قرارات هذه المرحلة الحاسمة. ومهما اقتنعتم بأنكم تملكون الصواب وحدكم فأعلموا أن يد واحدة لا تصفق ولكنها تصفع.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د سمير الشريف
رسالة حق بارك الله فيك
مقال اكثر من رائع و مخلص لمن يريد ان يفهم و يتعلم
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن بلد
الله الله عليك