نعرف جميعًا أن عيد الأم مجرد مناسبة لنقول لأمهاتنا شكرًا، وبالطبع هو لا يحتوى شركًا ولا كفرًا ولا تطاولًا على الله، لكن هناك البعض الذين يسقطون فى فخ الشكل، ولا يؤمنون باتساع الرؤية، ينزعجون من أى محاولة للخروج من الإطار، لذا يحرمون طوال الوقت كل ما نفعله فى هذه الحياة.
وفى حركة مكررة، هذا وقتها كل عام، يخرج البعض ليحرم عيد الأم، وهذا العام كان الخروج علينا من نصيب «أبويحيى الحوينى»، نجل الداعية الإسلامى «أبوإسحاق الحوينى»، حيث أفتى بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم باعتباره بدعة لا يجوز الاحتفال بها، وقال نجل «الحوينى» فى فتوى له نشرها عبر صفحته على الـ«فيس بوك»: «إن كل الأعياد التى تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدعٍ حادثة لم تكن معروفة فى عهد السلف الصالح، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضًا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى»، وتابع ابن «الحوينى»: «لا يجوز فى العيد المسمى بعيد الأم إحداث شىء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به، وأن يقتصر على ما حدّه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فى هذا الدين القيم الذى ارتضاه الله تعالى لعباده، فلا يزيد فيه ولا ينقص منه».
ربما أكثر ما يلفت الانتباه فى هذه الفتوى ما يقوله «أبويحيى الحوينى» بأنه لا يجوز إظهار الفرح والسرور، وكأن حدوث الفرح والسرور فى الأيام العادية من الكبائر التى يجب ألا يأتيها الإنسان المسلم، ويريدنا الشيخ أن نعيش متجهمين مثقلين بالحزن إلا فى أعياد المسلمين، مع أن الدين لم يقل أبدًا للناس أن يقضوا أيامهم مصابين بالاكتئاب والحزن.
والذى يعرفه الناس جميعًا، ويعرفه رجال الدين أن الأصل فى الإسلام أن يشكر الإنسان لوالديه طوال الوقت، ولم يذكر الإسلام أبدًا أى شىء ضد الأبوين حتى لو كانا مشركين، بل جعل من الواجب على الأبناء أن يبروهما.. إذن الأصل الذى يدعو له الدين هو ما يقوم عليه عيد الأم أو عيد الأسرة، كما يسميه الآخرون، من تواصل وبر، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة.
وجزء مهم آخر يكمن فى أن كل المحتفلين بعيد الأم لم يقل أحدهم إنه عيد شرعه الإسلام حتى يخرج علينا ابن «الحوينى» ليوضح أنه ليس من أعياد الإسلام، فالجميع يعرف أنه يوم إيجابى، الغرض منه أن نقول شكرًا لمن تعبن من أجلنا طوال عمرهن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة