أمى ثم أمى ثم أمى لآخر نفس فى عمرى.. لست فى حاجة لأن ألملم أوراقى وأتقدم بها لمحافظ أو رئيس جمهورية كى يعطى ست الحبايب صك الأم المثالية أولا حسب تقييمه، بناء على هذه الأوراق، فنحن الأبناء الوحيدين من نحكم على أمنا، فكل واحد منا يحب أمه ويعتبرها الأم المثالية، حتى لو تفاوت هذا الحب من ابن لآخر، فهى من تحملت مسئولية التربية أكثر من الأب، فتجد مع الأب الأمان، لكن الأم بجوارها تنعم بالحنان والعطف والأمان وكل شىء.
ليس هذا فقط، فيكفى حب الأم تحملها لأبنها فى بطنها 9 أشهر، والأهم من هذا وذاك تحملها لآلام الولادة أثناء الطلق، حيث أنزل الله الرحمة والحب والحنان فى قلب الأم لابنها منذ خروجه فى أول يوم له، كما ألقى رحمته فى الحيوان، حيث تراه يدافع عن رضيعه حتى آخر لحظة فى حياته.
فكرت كتير.. أكتب إيه وأبدأ منين خايف أقصر فى حقها، عارف إن حبر قلمى هيخلص فى وصفها، ولو جبت أقلام الدنيا بحالها مش هوفى لحظة أمل من طلقها، قصة كفاحها تحتاج لآلاف الصفحات والكتب، وشعراء وأدباء وفنانين فى وصف محبتها وحنوها وعطفها.
وكما يقول الشاعر الأم مدرسة، لكن يتغير الشعر والقوافى والقواعد مع قصة كفاح كل أم، فأمى جامعة علمتنى وتعلمت منها الكثير والكثير، ولن أوفى حقها حتى يجف الحبر من قلمى وتمتلئ صفحاتى وتخرج الروح منى.
أمى قصة كبيرة من الكفاح، تستحق التكريم كل يوم، فتكريمها ليس فى 21 مارس فقط، فكل يوم لها عيد، فهى دائما كانت تقول لى: بكره بعد ما تتزوج هتعرف معنى الضنا يا ابنى.
علمتى الحياة والحياء والعلم وحب الخير، ومساعدة الفقير والمحتاج والتطلع إلى المستقبل وحب التفوق، كانت تأخذنى من يدى لتشترى لى زى المدرسة حتى فى الجامعة كانت تصطحبنى وتشترى لى أفخم الثياب، كما انتقت لى الصحاب، وقبل ما أطلب أى شىء أجده أمامى ضعفا مضاعفا، وعلى الرغم من أنها أمية غير متعلمة، لكنها تحب العلم بشكل كبير حتى أخرجتنى أنا وأخوتى بمراحل التعليم المختلفة، على الرغم من وفاة والدى وأنا فى الصف الرابع الابتدائى، فأخى الأكبر "عماد" مهندس برمجيات، و"سمير" حصل على ماجستير فى القانون ثم عمل محقق قانونى بالتربية والتعليم، ثم "أمير" صحفى، و"رمضان" حصل على بكالوريوس تربية إنجليزى، وأخى الأصغر "محمد" حصل على ماجستير فى القانون ثم عمل مفتش تموين، ولى شقيقتان واحدة حاصلة على معهد الخطوط العربى، وأخرى فى الثانوية.
هذا بالنسبة لى ولأخوتى شرف لا يضاهيه شرف وعطاء بلا حدود، وحبل حنان ممدود، وحب موصول، ومهما كبرنا نظل صغارا أمامها، وستظل القائد والمربى والحبيب والصديق، يارب اعطها العمر المديد وسعادة وصحة تزيد، وفرحة كل يوم جديد، يااااااااااارب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة