استيقظت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم على تهديد جديد للأمن الداخلى جاء منذ الصباح الباكر عبر رسائل الهجوم الإرهابى الذى وقع فى بروكسل وراح ضحيته ٢٦ قتيلا وأكثر من ١٣٠ مصابا فى حادثين منفصلين، ما أثار حفيظة الحزب الجمهورى داخل أمريكا والذين أطلقوا صرخات تحذيرية من الشرق الأوسط ومن الإسلام الذى هو مصدر الإرهاب العالمى - على حد زعمهم - ويُعرض الجميع إلى مالا يستطيع أحد توقعه فى حال ما إذا قامت أوروبا وأمريكا بالسماح بدخول المزيد من اللاجئين من هناك.
هذه الصرخات لن تقف عند هذا الحد فقد يُجبر هذا الحادث الرئيس أوباما على توقيع مشروع قرار مقدم من الخارجية الأمريكية، والذى صوت عليه ٣٩٣ عضواً بالإجماع داخل مجلس النواب الأمريكى الأسبوع الماضى ومن شأنه إعطاء مُهلة ٣٠ يوما للرئيس الأمريكى للموافقة على المشروع، ومفادها وضع جماعة تنظيم الدولة وإدراجها ضمن جماعات إرهابية وأنها تقتُل المسيحيين والأقليات بالفكر والعمل، أى أنها تعنى ما تفعله، وهى المرة الأولى التى سيقوم بها أوباما بالاعتراف بهذا الأمر رسميا وإقراره فى القانون إذا وافق عليه منذ أن وصفهم بالأشخاص المرضى، واكتفى بذلك، ما أثار جدلاً على تصريحاته، أما فى حال عدم موافقته على هذا الاعتراف فسوف يتبنى المجلس إعلان ذلك ومطالبته بتحسين خططه وعملياته للقضاء على هذه الجماعات، فيما يتوقع البعض الآن أنه من الممكن الإشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين فى هذا الإعلان بعد عدة هجمات عالمية لم تسلم منها مصر أيضاً .
سيناريو القبض على صلاح عبد السلام المشتبه بتورطه فى هجمات باريس من داخل بلجيكا التى استهدفتها اليوم لم يكتمل، حيث ألمحت السلطات الفرنسية يوم الأحد الماضى أن عبد السلام (المغربى الأصل) كان ينوى تنفيذ هجوم آخر فى بروكسل وهو ما حدث، ويمكن أن يحدث مرة أخرى، وقبل أن يعثرون على مشتبهين آخرين يُرجح علاقتهم بعبد السلام وأحداث انفجار باريس.
لكن الحقيقة الهامة أن أجهزة الأمن البلجيكية استغرقت أربعة أشهر للعثور على عبد السلام وتركته يعبر نقاط تفتيش الشرطة أثناء هروبه من فرنسا، هذه الأحداث تثير الرعب داخل نفوس الأمريكيين خوفا من حدوث سيناريوهات مماثلة داخل الولايات المتحدة.