أكرم القصاص

ارتباك التاريخ فى العقول والمناهج

الخميس، 24 مارس 2016 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

العلماء والنشطاء والخلط السياسى



استكمالا للمعركة الدائرة فى مناهج التعليم، فإن هذه الخلافات والمعارك كانت انعكاسا لارتباك ثقافى وسياسى، ولم يكن التلاميذ ولا عقولهم هى الهدف.

وإنما كل شىء يتم بالهوى الشخصى والانتماء الذاتى، للمعلم أو واضع المنهج.

والأمر أكبر من مجرد حذف اسم أو إضافة آخر أو وضع عالم ونسيان أديب. لأنه يتعلق بما نريد لأبنائنا أن يعرفوه، وأن نعكس خلافاتنا ويفتقد كثيرون إلى موضوعية تسمح لهم بأن يفرقوا بين الموقف السياسى والحدث التاريخى. ومن الطبيعى أن تكون هناك خلافات فى وجهات النظر، أو تفسير الأحداث.

والأمر ليس جديدا، وإنما يرجع إلى قرون التاريخ المصرى الفرعونى الذى خضع للتعديل والتغيير حسب رغبة كل جديد، وكان المحو والتعديل. وفى التاريخ الإسلامى، لعبت السياسة دورا فى اختلاف الوقائع، بين الشيعة والسنة. ويسجل البعض التاريخ مستبعدا الأهواء والأطماع والصراعات.

ويظهر القادة والزعماء مثاليون وعظماء، مع أن بعضهم ارتكب جرائم بجانب الانتصارات.

بالعودة إلى حرب الحذف والإضافة فى المناهج، نراها انعكاسا لغياب الموضوعية وشيوع الازدواجية، وحتى فى السنوات الأخيرة هناك صراع ظهر فى المناهج والامتحانات، ليعكس غياب القدرة على الحوار بين المختلفين، وحتى فى الوقائع المعاصرة التى تتعلق بأحداث 25 يناير، و30 يونيو، هناك رغبة لدى البعض فى احتلال مكانة متقدمة، واستعجل البعض كتابة التاريخ، ليحجز لنفسه مكانا متقدما.

مع الأخذ فى الاعتبار أن كتابة التاريخ نفسها لا تخلو من أكاذيب وتلاعب وخضوع للمنتصر. وهو ما يعيدنا لنقطة البداية، وهى مناهج التعليم التى يفترض أن تعتمد على الوقائع، وليس على الآراء.

لكن ما يجرى أن التاريخ يخضع للأهواء بما أدى لحذف البرادعى من حاصلى نوبل أو إلغاء مبارك أو مرسى كرؤساء، لكن أزمة التاريخ انتقلت إلى الرغبة فى الشو والاستعراض. وأصبح البعض مشغولا بتلميع نفسه، وقصة عصام حجى الباحث فى ناسا، خير مثال، فقد شكا من أنه فوجئ بحذف اسمه من كتاب التربية القومية . وردت وزارة التعليم لتؤكد أنه لم يحذف، بينما تم حذف البرادعى.

اسم عصام حجى تم وضعه ضمن منهج التربية الوطنية، بعد ترشيحه مستشارا علميا للرئيس عدلى منصور، بناء على عدد مرات ظهوره فى الفضائيات، ويعرف كثيرون أنه باحث فى ناسا، وناشط على «فيس بوك». على العكس من حائزى نوبل مثل أحمد زويل فى الفيمتو، ونجيب محفوظ فى الأدب والبرادعى فى السلام. ومجدى يعقوب فى القلب، وفاروق الباز فى الجيولوجيا، ومصطفى مشرفة.

أو حتى طه حسين والعقاد.. ونزعم أن هناك أسماء غير واردة فى المناهج التى تخضع للهوى، ومدى الرضا على فلان أو علان. ومدى قربه أو بعده من رضا السلطة. مع التفرقة بين الناشط السياسى والناشط العلمى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة