سعيد الشحات

القاسمى فى «سرد الذات»

الخميس، 24 مارس 2016 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عشقه لمصر بدأ مع ثورة 23 يوليو



كتبت أمس عن الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، مشيرا إلى حجم عطائه العظيم لمصر، فماذا عن هذا الرجل العظيم الذى ولد فى السادس من يوليو 1939، وكما يقول فى سيرته «سرد الذات» الصادرة عن «دار الشروق»: «وعيت أحداث الدنيا ولم أبلغ بعد الخامسة من عمرى، كان ذلك فى ربيع سنة 1944، حيث كانت الحرب العالمية الثانية قائمة، والقوات البريطانية وطائراتها الحربية تتجمع فى المعسكر البريطانى، وهو تابع لمحطة الطيران فى الشارقة».

يروى الشيخ سلطان قصته مستندا على تاريخه وطنى وقومى عظيم، وفيما يتعلق بمصر التى جاء إليها دارسا بكلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1967، لم يبدأ ارتباطه بها عشقه لها من تاريخ قدومه إليها دارسا، وإنما قبل ذلك بكثير وبالتحديد مع ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة جمال عبدالناصر وبدء معاركها الوطنية والقومية، وعن العدوان الثلاثى «بريطانيا، فرنسا، إسرائيل» على مصر الذى بدأ يوم 29 أكتوبر 1956، يقول: «فى التاسع والعشرين من أكتوبر 1956 اعتدت بريطانيا وفرنسا وربيبتها إسرائيل على مصر، وضربت محطة الإرسال التابعة لإذاعة صوت العرب، ووصل إلينا صوت العرب بعدها من دمشق. الناس هائجة، وهى لا حول لها ولا قوة. اللعنات تنهال على المعتدين، والهتافات بالنصر لمصر من الحناجر، وأنا مشغول البال، كل ما يدور فى ذهنى هو: كيف أستطيع أن أجعل المعتدى يخسر ولو بمقدار إبرة؟.

كان عمر الشيخ سلطان وقتئذ 17 عاما، ونار الانتقام تشتعل فى صدره من هؤلاء الذين يعتدون على مصر ويريدون إذلالها، لكن الشعب المصرى يقاوم بكل بسالة من أجل حريته، ويذكر القاسمى فى مذكراته أربع محاولات ضد المصالح البريطانية فى الشارقة التى كانت تحت حكم الاحتلال البريطانى مع باقى إمارات دولة الإمارات العربية.

كان الشيخ سلطان ينفذ عملياته الثأرية ليلا، من أول نوفمبر 1956 واستمرت لأيام، ولأن تنفيذها ومراقبة الأوضاع قبلها كان يدفعه إلى التأخر ليلا، شكته والدته إلى والده: «تصرف مع هذا الولد.. منذ عدة أيام وهو لا يأتى إلا وجه الفجر»، فرد الوالد: «استحى أكلمه»، فسألت الوالدة: «كيف تستحى من ولدك؟».

يواصل الشيخ سلطان: «قام والدى وترك الفراش، وذهب إلى الحمام ليتوضأ فى الغرفة الأخرى التى يقال لها القطيعة، حتى إذا انتهى من وضوئه، وقف على الباب الفاصل بين المخزن والغرفة التى بها الحمام»، وأخذ ينادينى: «سلطان، سلطان، قم توضأ لنذهب إلى المسجد»، قمت بسرعة، حتى إذا ما وصلت إلى الباب الواصل بين المخزن والقطيعة، فإذا بوالدى يملأ الباب بجسمه، فحاولت أن أمر من خلال ما تبقى من فراغ، وإذا بوالدى يمسك كتفى بكلتا يديه، ويوجهنى نحوه، ويحدق بى، وكأن عينيه تسألان: «أنت الذى تقوم بهذه الأعمال، فهززت رأسى وكأنى أقول له: «نعم أنا».

فور أن جاءت الإجابة من الشيخ سلطان لوالده على هذا النحو، ضمه الوالد إلى صدره وأخذ يقبله، أما الأم الطيبة فحين سمعت طقطقة التقبيل فقالت: «عجيب أمرك أيها الرجل، بدلا من أن توبخ الولد تقوم بتقبيله عن فعله»، فرد الوالد: «يا مريم هذا الولد قام بعمل لم أستطع أن أقوم به».

ومن العدوان الثلاثى إلى نكسة 5 يونيو 1967، كان الشيخ سلطان فى مصر للدراسة أثناء وقوع العدوان الإسرائيلى، فتقدم إلى مراكز التطوع والتدريب على السلاح للذهاب إلى جبهة القتال ضد إسرائيل.. وتستمر السيرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة