مساء يوم السبت 19 مارس تعرض كمين «الصفا» الأمنى بجنوب العريش لهجوم إرهابى بقذائف الهاون والـ«آر بى جى»، ووقعت اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن ومجموعة من المسلحين استهدفوا الكمين، مما أسفر عن استشهاد 15 من قوات الكمين.
وفى صباح يوم الثلاثاء 22 مارس استيقظ سكان مدينة بروكسيل البلجيكية على صوت انفجار مدوٍّ فى مطار بروكسل الدولى، وأيضًا فى محطة مترو بروكسل، وقد أسفر هذا الانفجار عن 36 قتيلًا و143 جريحًا، وقد وقع التفجير فى محطة مترو الأنفاق القريبة من الحى الأوروبى الموجود به العديد من سفارات الاتحاد الأوروبى.
من يقارن بين الموقف المصرى والموقف الأوروبى يكتشف أننا نحارب من جميع الجبهات، حماس شرقًا، أنصار الشريعة وداعش غربًا، الإخوان جنوبًا وشمالًا، وأكثر من خمسة تنظيمات إرهابية ممولة من مخابرات عدة دول، منها تركيا وقطر وإيران، وتغطية سياسية من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية اللذين يتركان كل ذلك، ويتحدثان عن قضايا فردية، مثل الضحية الإيطالى روجينى، ورغم هذه الحرب الإرهابية الإقليمية تمويلًا وعتادًا، والعالمية سياسيًا، فإننا تصدينا للإرهاب.
وللإيضاح فإن إحصائيات العمليات الإرهابية فى 2015 تؤكد أن التنظيمات الإرهابية فى مصر أصبحت أكثر شراسة، لكنها فى تراجع، وما شراستها إلا دليل على إحكام السيطرة عليها، ولم يعد لها موطئ قدم، كونهم يتبعون نظام «اضرب واهرب»، لينخفض مجمل العمليات الإرهابية فى مصر فى الربع الأخير من 2015، ففى شهر أغسطس تراجع إلى 27 عملية، مقارنة بأغسطس 2014، عندما بلغت العمليات الإرهابية 53 عملية، وفى سبتمبر 2015 بلغت العمليات الإرهابية 12 عملية، بعد أن كانت 17 عملية فى سبتمبر 2014، كما شهد شهر أكتوبر 2015 انخفاضًا حادًا فى معدل العمليات الإرهابية لتصل إلى 11 عملية فقط بعد أن بلغت 40 عملية فى أكتوبر 2014، وشهد نوفمبر 2015 5 عمليات إرهابية فقط بعد أن كانت 35 عملية فى نوفمبر 2014، وأخيرًا 9 عمليات إرهابية فى ديسمبر 2015، بعد 25 عملية فى ديسمبر 2014.
وفى إحصائية للعمليات الإرهابية بالمحافظات من يناير إلى سبتمبر 2015، بلغ عددها فى محافظات القاهرة الكبرى 283 عملية إرهابية، وفى الدلتا والوجه البحرى بلغ 412، وفى الصعيد والوجه القبلى بلغ 326، وفى مدن القناة بلغ 66 عملية، وبلغ إجمالى العمليات التى تم تنفيذها فى الفترة المذكورة 1021، فيما بلغ إجمالى العمليات التى تم إحباطها 1269، كما أن العمليات استهدفت أبراج ومحطات الكهرباء والسكة الحديد والمؤسسات العامة والخاصة، وأن أكبر معدل استهداف كان بمحافظة الشرقية، حيث تم تنفيذ 69 عملية تفجير، تليها محافظة الجيزة.
آليات العمل الإرهابى، ومنها لا مركزية المجموعات والتنفيذ، وفتح خطوط اتصال آمنة، وتسلّم الأسلحة، والتكليفات فى أماكن غير متوقعة وآمنة بعضها أحيانًا يكون أماكن عامة دون التقاء الطرفين.
المشكلة أن «بارونات» الإعلام عندنا لا يرون تلك الأرقام، ويبثون الإحباط لدى الناس، والمفكرون يبحثون عن دور أو مقعد أمام الرئيس أو فى الفضائيات، ولا يرون إلا مصالحهم الشخصية أو قربهم من الحاكم، إذا اقتربوا طبلوا، وإذا ابتعدوا عارضوا، أما القرب أو البعد عن الشعب فلا يفكرون فيه.. إنهم مدعون وليسوا مبدعين، بعض «البارونات» يستخدمون الإعلام من أجل مكانتهم وثرواتهم وسلطتهم.. ليس أمامنا سوى أن نناشد الدولة تأسيس شركة مساهمة كبرى للإعلام ذات رؤية إعلامية للحرب ضد الإعلام والتطرف، لأن الاعتماد على «البارونات» مثل النفخ فى قربة مقطوعة.