أكرم القصاص

الاقتصاد والتوفير وسؤال اللئيم

السبت، 26 مارس 2016 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة نجاح جامعة القاهرة فى بناء مستشفى للأمراض المعدية فى الهرم على أرض كانت منسية، ونجاح رئيس الجامعة فى توفير 135 مليون جنيه للبناء وملايين للأجهزة، فإنه مع أهمية القصة ونجاح الإرادة فإن القصة لها أكثر من مغزى، أهمها أن رئيس الجامعة يقول إنه وفر تكاليف البناء والأجهزة من موازنة الجامعة التى كانت مديونة.

البيانات التى يعلنها رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار عن وفر حققه من موازنة الجامعة مفزعة، وتشير إلى أننا دولة غنية جدا لكنها فقيرة بالفساد والإهدار والإهمال، وأننا بحاجة إلى إعادة النظر فى حجم المصروفات العامة، خاصة ما يتعلق ببنود المكافآت والثغرات التى تهدر مليارات سنويا.

رئيس جامعة القاهرة قال فى حديث معه إنه تسلم رئاسة الجامعة والديون المباشرة 150 مليون جنيه فى أغسطس 2013، وأنه خلال عامين سد العجز وحقق وفرا تم إنفاقه على تطوير وإنشاءات وأبحاث وابتكارات، وأنه لم ينجح فقط فى وقف الديون لكنه حقق وفرا من سد ثعرات وفساد وإهدار وتلاعب.

قال الدكتور جابر نصار إنه اكتشف أن هناك 300 موظف فقط يحصلون على مكافآت ستة أشهر كل شهر، بينما 40 ألف موظف لا يحصلون على نفس المكافآت، وأنه أعاد توحيد القواعد، الأمر الذى حقق وفرا ونوعا من العدالة ووفر 4 ملايين جنيه، وأنه اكتشف أن التغذية تتكلف 48 مليون جنيه وسيئة، حافظ عليها ووفر 36 مليون جنيه. وذكر تفاصيل كثيرة كشف فيها عن عشرات الملايين، ورأينا أنه وفر 135 مليون جنيه لمستشفى الأمراض المعدية.

عندما نتحدث عن مئات الملايين يتم توفيرها فى جامعة القاهرة وحدها، فما هى المليارات التى يمكن توفيرها من ثغرات الجامعات الأخرى وباقى المؤسسات، وكيف يفترض أن تكون بداية الإصلاح الحقيقى هو مراجعة كل الممتلكات والأصول والسيارات والوقود والانتقالات والبدلات الخاصة بالحكومة، هناك بيانات تقول إن بند التعازى فى الحكومة يستهلك 366 مليونا فى السنة، بمعدل مليون جنيه يوميا. ناهيك عن المجاملات والمستشارين بلا عمل، والسيارات المهملة البعيدة عن العيون.

هناك قصة ذكرتها من قبل عن الرئيس الأمريكى ويلسون كان يرأس اجتماعا للوزراء، انتهى الاجتماع وخرج الرئيس ويلسون، وخلفه المسؤولون. لكنه عاد ومد يده ليطفئ أنوار الغرفة ونظر لوزرائه قائلا «الاقتصاد يغنى عن السؤال»، وبما أننا نتحدث عن موازنة وعجز، فإن مراجعة ثغرات الإهدار والإنفاق، يمكن أن توفر لنا مليارات، وتغنينا عن سؤال اللئيم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة