دراسة أمريكية: الملحد مضطرب نفسيا لكنه أذكى من المؤمن

الخميس، 31 مارس 2016 06:00 ص
دراسة أمريكية: الملحد مضطرب نفسيا لكنه أذكى من المؤمن مخ الإنسان
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصراع بين الدين والعلم قديم ومستمر ولم نصل بعد لكلمة الفصل فى هذا الأمر، والكثير ينظرون للملحد والمؤمن على أنهما متناقضين وطوال الوقت تخرج الدراسات التى تنتصر لهذا أو لذاك، لكن، مؤخرا، أظهرت دراسة أمريكية أن "التعارض" بين الدين والعلم قد يكون مصدره تركيبة الدماغ، حيث حاول باحثون فى جامعة "Case Western Reserve" وجامعة "Babson College" الأمريكيتين رؤية ما يحدث داخل دماغ الإنسان حين يتم طرح مسائل إشكالية تدخل فيها اعتبارات دينية وعلمية، حسبما ذكرت الوكالة الفرنسية.

وأظهرت النتائج أن الذين يفكرون بطريقة تحليلية ونقدية يميلون إلى كبح منطقة الدماغ المسئولة عن العاطفة والمشاعر، بينما يميل الروحانيون والذين يؤمنون بوجود الله إلى تغييب منطقة الدماغ المسئولة عن التفكير التحليلى، ما قد يفسر تعصب هذا الطرف أو ذاك.

وقبل الوصول إلى هذه النتائج التى نشرت فى مجلة PLOS ONE العلمية، قام الباحثون بإنجاز 8 تجارب شملت كل واحدة منها ما بين 129 إلى 527 شخصا.

واعتمد الباحثون على دراسات سابقة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسى (MRI) أظهرت أن دماغ الإنسان يحتوى على شبكتين مختلفتين من الخلايا العصبية: شبكة أولى توصف بـ "الشبكة التحليلية" وتسمح بالتفكير بطريقة ناقدة ومُسائلة وشبكة ثانية من الخلايا العصبية توصف بـ "الشبكة الاجتماعية" وتسمح لنا بالتعاطف واستعمال المشاعر.

ويقول البروفيسور ريتشارد بوياتزيس من جامعة Case Western Reserve والذى شارك فى البحث: "أظهرت مجموعة من الدراسات فى علم النفس المعرفى أن الناس المؤمنين (المُتدينين أو الروحانيين) هم ليسوا أذكياء بشكل كاف. تلك الدراسات تزعم أنهم أقل ذكاء من الآخرين". ويضيف ريتشارد بوياتزيس : "أكدت بحوثنا تلك العلاقة الحسابية. لكن فى الوقت نفسه، أظهرنا أن الذين لديهم إيمان هم أكثر ذكاء اجتماعيا وأكثر تحلّيا بما يعرف بالتقمص العاطفي".


ما يعنى أن تجارب فريق البحث بيّنت أنه كلما كان الشخص حنّانا ومتعاطفا أكثر، كلما كان على الأرجح متدينا بشكل كبير. بينما الملحدون هم أكثر قربا من ذوى الاضطرابات النفسية الذى يعانون من نقص فى التعاطف والذين لا يأخذون بقدر كاف مشاعر الآخرين بعين الاعتبار، حسب محررى الدراسة.

ويرتبط ذلك بتركيبة الدماغ واحتوائه على الشبكتين التحليلية والاجتماعية من الخلايا العصبية. لكن، ما علاقة ذلك بالتناقض الفكرى بين الدين والعلم؟
"كل شبكة من الخلايا العصبية تُحيّد الشبكة الأخرى. يمكن أن يخلق ذلك طرفيْن متشدديْن (فيما يخص المدافعين عن الدين وعن العلم)" يقول ريتشارد بوياتزيس. "لكن قبول فكرة أن الدماغ يعمل بهذه الطريقة قد يجعلنا أكثر توازنا وعقلانية خلال النقاشات بشأن الدين والعلم".

فالباحثون يشددون على أن دماغ الإنسان قادر على التفكير باستعمال الشبكتين معا. "ليس هناك صراع دائم مع العلم. ففى الظروف المثالية، يمكن للمعتقدات الدينية أن تؤثر بشكل إيجابى على الإبداع العلمى وبصيرة العلماء"، ويقول تونى جاك، أستاذ الفلسفة فى جامعة Case Western Reserve ومدير فريق البحث. ويضيف جاك : "الكثير من أكبر وأشهر العلماء كانوا متدينين أو روحانيين. هؤلاء لاحظوا أن فكر الإنسان متطور بشكل كاف ليروا أنه لا حاجة لأن يصل الدين والعلم إلى درجة الصراع".

صراع يمكن تجنبه حسب الباحثين باحترام قاعدة بسيطة : "لا يجب للدين أن يحاول شرح الأسس الفيزيائية للكون. إنه مجال يخص العلم. من جانب آخر، يجب على العلم أن يستنجد بذكائنا الأخلاقي. لا يمكن للعلم أن يحدد ما هو أخلاقى، أو أن يقول لنا كيف علينا أن نحدد معنى وهدفا لحياتنا" يقول تونى جاك.




موضوعات متعلقة..


شيخ الأزهر: لدينا ملحدون والقرآن ليس به عقوبة معينة لتارك الإسلام








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة