فى بعض الأحيان يسيطر الغضب علينا ويملكنا بل ويتحكم بنا.. وينتج عنا تصرفات نندم عليها كثيرًا فيما بعد إذ قد نخسر أحباب لنا فى لحظة غضب، ونحدث أنفسنا لماذا فعلت هذا ولماذا كنت السبب فى ذلك ؟.. نندم كثيراً على أحداث كنا نحن السبب فيها وأدت إلى قطع علاقتنا بالآخرين وانفصلنا عنهم بإرادتنا وكان كبريائنا هو الحائل الوحيد للمصالحة.. فى هذه الحالة قد غلبنا الشر وتملكنا وأصبح يقودنا ويوجهنا.. فالغضب بدون تفكير فى غياب الحكمة هو شر قد يقودنا إلى أخطاء عدة..
فالإنسان بطبعه هو خيّر لا يسعى إلى الشر ولا يتغلبه الشر إلا عندما يبعد عن صفة الإنسانية التى خلقها فيه الله وميزه عن باقى المخلوقات.
قد يقول قائل.. وما بيدى حيلة فالشر يحيط بى فى كل مكان.. فى الشارع وفى العمل وفى وسائل المواصلات فالناس أصبحوا سريعى الغضب، وزادت السرقة، وزادت الرشوة والخداع والنصب على الآخرين، وزادت الحروب بين الدول.. حتى الصغار لم يعودوا يحترموا كبار السن وأصبحت القوة والمبادرة فى العراك هم المسيطرون.. فهل كل هذا يقودنا إلى الاحساس باليأس لأن الشر زاد ؟... بالطبع لا فدائمًا الخير يفوز.
بأيدينا نستطيع أن ننشر الخير.. فإتقان العمل خير، حُسن معاملة الآخرين هو عمل خير، السيطرة على غضبنا عمل خير، مراعاة أسرتى والاهتمام بهم هو واجب ولكن توجيه الأبناء إلى عمل الخير هو فى حد ذاته عمل خير.. الدين يحثنا على عمل الخير ويقودنا إلى الخير يملأ قلوبنا بالسلام ويجعل الشر يندثر ويتلاشى.
إذاً.. بأيدينا نجعل العالم جميلاً سعيداً مرحاً.. وبأيدينا نجعله أكثر كأبة إذا تغلغل فينا الشر.. بأيدينا نجعل الخير ينتشر ويسود ويكون هو شعارنا عندما نستيقظ صباحاً مصممين على أن نكون رمزاً للخير.. وهذا ليس ضعفاً منا بل قوة وسيطرة.
قد نندم جداً على أخطاء كنا السبب فيها ولكننا لا نندم أبداً على خير فعلناه من قبل.. فالخير يذهب سريعاً إلى السماء ويكون سبباً فى بركة عظيمة فى حياتنا.
الله يجعل حياتنا كلها خير ويعم الخير على الجميع، ولا يغلبنا الشر أبداً بل نحن نغلب الشر بالخير.
ميلاد صديق غالى يكتب: لا يغلبنك الشر.. بل اغلب الشر بالخير
السبت، 05 مارس 2016 02:00 م
شخص غاضب - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة