لماذا لم نقدر أهمية جولة الرئيس الآسيوية؟.. قليل للأسف من أعطوا لجولة الرئيس عبدالفتاح السيسى الآسيوية القدر الذى تستحقه من الاهتمام، فانشغل الجميع بالبطولات الوهمية والزائفة لتوفيق عكاشة الذى جرده مجلس النواب من عضويته، كما انشغلنا بأمور أخرى منها قضية غادة إبراهيم واتهامها بإدارة شقق للدعارة، وأزمة ميريهان حسين فى كمين شرطة الهرم، وأمور أخرى أقل ما توصف بأنها عارضة على مجتمعنا، ونسينا أو لم نهتم بجولة السيسى فى كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية التى امتدت لأسبوع كامل شملت لقاءات ومباحثات على قدر كبير من الأهمية، كونها ترتبط بما نفكر فيه لمستقبل بلدنا، ومحاولة الاستفادة بتجارب هذه الدول التى أصبحت من الاقتصاديات القوية.
بالطبع هناك من لا يريد أن يعرف المصريين ثمار ما تحقق من زيارات الرئيس الخارجية، لذلك تجدهم يحاولون الاستعاضة عنها بأحداث هامشية لتكون محور أحاديث المواطنين، ولولا وجود وسائل إعلام يقظة لتاهت الجولة المهمة للرئيس وسط الأحداث الهامشية.
نعم هى جولة مهمة بل وتاريخية أيضا، وذلك بالنظر لما حققته، وهو ما يمكن رصده من خلال ما تحقق، فبداية جولة الرئيس كانت فى كازاخستان وكانت زيارة ناجحة لأننا خرجنا منها بتأييد كازاخستان لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى، وتطلعها لتعزيز التعاون الاقتصادى فى مختلف المجالات فى الفترة المقبلة، كما أنها كانت فرصة للاستفادة من تجربة كازاخستان فى إنشاء العاصمة الجديدة أستانا، وذلك فى ضوء الجهود المصرية الجارية لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وفقا لأعلى المعايير العالمية، بالإضافة إلى الاتفاق على زيادة ومضاعفة أعداد السياح الوافدين من كازاخستان.
اليابان كانت المحطة الثانية فى الجولة، وكانت البداية بلقاء الرئيس مع شينيشى كيتاوكا رئيس الوكالة اليابانية للتنمية (جايكا) باعتبارها من أكثر الوكالات التى قدمت دعما لمصر فى المشروعات التنموية، حيث بحث الرئيس مع رئيس الجايكا استمرار التعاون فى عدد من المشروعات المتعلقة بالطاقة والتعليم والمشروعات التنموية الأخرى، وتبع ذلك التوقيع على اتفاق لقرض ميسر تقدمه الجايكا لتمويل ثلاثة مشروعات هى توسيع مطار برج العرب، وإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجاوات فى الغردقة.
ولزيارة اليابان أهمية خاصة، فقد ألقى السيسى كلمة أمام البرلمان، باعتباره أول رئيس عربى، وثانى زعيم أفريقى بعد نيلسون مانديلا يخاكب اليابانيين من تحت قبة البرلمان، كما أن اليابان المعروف عنها التقدم التكنولوجى والاقتصادى مثلت محطة مهمة للرئيس لكى يلتقى بعدد من رؤساء الشركات اليابانية الكبرى لاستعراض المشروعات التى تقوم مصر بتنفيذها، وما تتيحه من فرص لزيادة الاستثمارات ونقل التكنولوجيا اليابانية، هذا بالإضافة إلى الاتفاق مع رئيس الوزراء اليابانى على تأسيس شراكة مصرية يابانية للتعليم من أجل تطبيق نظام التعليم اليابانى فى المدارس المصرية، فضلا عن تقديم 2500 منحة على مدار خمس سنوات للطلاب والمتدربين المصريين لإعداد الكوادر البشرية المصرية والمساهمة فى تنمية مهاراتهم.
كما شهدت الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت اتفاقا بين شركة إيسوتشى اليابانية وشركة الكهرباء المصرية فى مجال توليد الطاقة الحرارية، واتفاقا بين شركة سيموتى اليابانية وشركة الكهرباء المصرية لإنشاء مولدات طاقة كهربائية فى مدينة مرسى مطروح بقدرة 1000 ميجاوات، وكذلك اتفاقا بين شركات ماريتى والسويدى والكهرباء المصرية لإنشاء محطة للطاقة الحرارية.
من كوريا الجنوبية اختتم الرئيس جولته حيث كان التركيز على تشجيع الاستثمارات الكورية فى مصر خاصة فى المشروعات القومية الجديدة وعلى رأسها مشروع محور تنمية قناة السويس، وكانت الزيارة فرصة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم منها اتفاق إطارى لتنظيم إتاحة القروض الكورية إلى مصر، ومذكرة تفاهم بشأن إتاحة حزمة تمويلية لمصر بقيمة 3 مليارات دولار، ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة التعليم العالى المصرية ووزارة التعليم الكورية، وأخرى بين وزارتى العدل، وبين وزارتى الصناعة والتجارة فى البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون بشأن تطوير ميناء الإسكندرية، وإنشاء الكلية المصرية الكورية للتكنولوجيا، واتفاق قرض بين سكك حديد مصر وبنك التصدير والاستيراد الكورى، ومشروع تطوير نظم إشارات السكك الحديدية من نجع حمادى إلى الأقصر، هذا جزء مما تحقق فى الجولة، التى تؤكد من جديد أن تحركاتنا الخارجية تحكمها أطر مرتبطة بالمصلحة المصرية، سواء لتوسيع علاقاتها الخارجية، أو لتحقيق الاستفادة للاقتصاد المصرى، وفوق كل ذلك الرغبة فى تحقيق تنمية تستفيد من تجارب الدول الناهضة حتى نتجنب أخطاء الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة