القراء الأعزاء.. من جديد يدخل البرلمان فى إجازة 19 يوما.. آه والله 19 يوما بعد حصاد إجازات طويلة حصل عليها منذ بداية عمره القصير فى 10 يناير الماضى، بالأرقام والحسابات، أيام إجازات البرلمان أكثر من أيام عمله، بالحسابات مقدار المجهود المبذول من البرلمان حتى الآن لم يرض قطاعا كبيرا من الشعب.. البرلمان انتهى فقط من اللائحة طوال هذه الأيام، ولا يزال ينتظر مراجعتها من مجلس الدولة ثم صدور قرار بشأنها من رئيس الجمهورية لبدء العمل بها.
تحدثت مع صديق على دراية بالأمور البرلمانية، وسألته: «يعنى ينفع المجلس يحصل على إجازة 19 يوم؟ هو فيه إيه.. دا مجلس عمل ولا مجلس أجازات؟».. أجابنى بكل حكمة وبهدوء قائلا: «بص يا محمود المجلس لا يصح قانونيا الانعقاد، لأنه رسميا ألغى اللائحة القديمة وينتظر مراجعة اللائحة الجديدة من مجلس الدولة، ولا يصح له تشكيل لجان أو البدء فى أية أعمال برلمانية إلا باللائحة الجديدة».
تفهمت الحديث من صديقى العزيز، ولكن أسئلة كثيرة تدور فى ذهنى عن البرلمان وطبيعة إدارة اللحظات الحرجة به، السؤال.. هل يعقل أن نصدر للرأى العام 19 يوما إجازة دون ربطها بالتبرير المنطقى لكل مواطن يتابع البرلمان وينتظر منه المزيد، وإذا كانت الإجازة واجبة لظروف القواعد القانونية، فلماذا لا يعلن البرلمان عن الـ19 يوما المقبلين حتى مراجعة اللائحة، هى أيام الجولات والزيارات، يعلن البرلمان عن زيارات مكوكية فى محافظات الجمهورية، ولتكن بعنوان «زيارات الأمل»، يستمع فيها للشكاوى ويسجلها ويعرضها على الحكومة، يفتح باب الأمل لأهالينا فى الأرياف والصعيد.
سؤال آخر.. إذا كان فعلا الإجازة واجبة، فلماذا لا يحدد النواب 3 أيام من كل أسبوع فى الـ19 يوما، يتم تخصيصها لجلسات الحوار المجتمعى حول عدد من القضايا التى تشغل الرأى العام المصرى، وليكن قضايا التعليم والصحة والنقل والإسكان والزراعة وسد النهضة والعلاقات الدولية وملف السياحة، جلسات للحوار المجتمعى، يتناقش فيها حول مصير البلد، جلسات تنتج حراكا حقيقيا، ويظهر من نتائجها دور إيجابى للبرلمان، وهنا يكون البرلمان ضرب عصفورين بحجر، حصل على الإجازة وانتظر مراجعة اللائحة الداخلية من مجلس الدولة، وفى نفس الوقت حافظ على علاقته بالمواطن، وتمسك بمبدئه أنه سيعمل يوميا على رعاية مصالحه، تخيلوا معى لو أن هذه الجلسات الخاصة بالحوار المجتمعى تم إذاعتها على الهواء، تخيلوا ردود الفعل الإيجابية والثراء المحقق ورائها.
مزيد من الأفكار البسيطة التى تنقل البرلمان من خانة «البرلمان فى إجازة» إلى البرلمان فى عمل ونشاط، وعلى دراية بكل كبيرة وصغيرة فى البلاد.. والله أقولها حفاظا على البرلمان نفسه، مثلما يفكر البرلمان جيدا فى جدول جلساته فى أيام العمل، لماذا لا يفكر فى جدول أعماله خلال أيام الإجازات؟ كيف ننقل البرلمان من مكان لانعقاد جلسات لا تذاع على الهواء ويرفض النواب نشر مضابطها السرية على الموقع الرسمى بشبكة الإنترنت إلى برلمان مشغول بالقضايا الوطنية، ومحافظا على اقتحام المشاكل اليومية ومستمرا فى الحفاظ على حق المواطن المصرى؟
القارئ العزيز.. إذا كنت مواطنا بسيطا.. موظفا بالدولة.. فلاحا.. عاملا.. نائبا.. وزيرا.. فكر معى، هل أنت راض عن أداء البرلمان بهذه الطريقة.. نوابنا الكرام «عشمنا فيكم كبير لا تخذلونا».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة