الحكومة بالتأكيد لا تعرف هؤلاء اللاعبين المصريين فى أشهر الأندية الأوروبية والعالمية، رغم أن غالبية أعضاء حكومة المهندس شريف إسماعيل لديهم اهتمام كروى كبير بالفرق المصرية، ويتوزع انتماؤهم بين الأهلى والزمالك، وببساطة لو كانت الحكومة فى مأزقها الاقتصادى الحالى تعرف محمد صلاح وستيفان كريم الشعراوى- الإيطالى من أصل مصرى- بنادى روما الإيطالى، ومحمد الننى فى نادى أرسنال الإنجليزى، لاستطاعت توظيف هؤلاء اللاعبين، وطلب مساندتهم ومساعدتهم فى الترويج السياحى لمصر لعودة تدفق السياح الإيطاليين وبكثافة إلى مصر مرة أخرى، فوجود ثلاثة لاعبين مصريين، إضافة إلى لاعبين آخرين فى اليونان والبرتغال أكبر دعاية لمصر وفرصة ثمينة للترويج للسياحة المصرية، أحد أهم مصادر الدخل القومى وأسرع وسيلة لتوفير العملة الصعبة والمساهمة فى حل أزمة الدولار.
هناك دول أخرى تدفع ملايين الدولارات واليورو لوضع شعار شركاتها على الزى الرياضى للفرق الرياضية الأوروبية للترويج لها، رغم أنها ليست بحاجة لهذا الترويج، وإنما من باب التواجد والانتشار والسيطرة والاستحواذ، ولكن مصر لن تدفع مليما واحدا فى الترويج بوجود هؤلاء اللاعبين الذين يعشقون مصر، ويتمنون أن تكون «أم الدنيا» و«اد الدنيا» حتى لو لم تهتم بهم الحكومة المصرية والجهات المعنية، والقائمة على أمر السياح فى مصر، ففى لقطة تساوى ملايين الدولارات وأمام آلاف المشجعين لنادى روما وملايين المتابعين فى مصر والعالم، وقف اللعب ستيفان شعراوى إلى جوار زميله محمد صلاح بعد إحراز الهدف الأول فى مرمى قيورنتينا ورسما بأيديهما شعار الأهرامات تعبيرا عن رمز الحضارة المصرية القديمة وتاريخ مصر والافتخار بموطنهما وبلدهما وتناقلت وسائل الإعلام الصورة داخل وخارج إيطاليا، وكانت خير دعاية لمصر والسياحة المصرية.
وتمنيت لو أن وزارة السياحة أو أى مسؤول فى الحكومة أعلن توظيف هذه اللقطة وطبعها فى لافتات كبرى، وتنظيم مؤتمرات ترويجية عاجلة فى المدن الإيطالية بحضور صلاح وشعراوى، وأظن أنها ستكون عاملا قويا فى جذب ولو مليون سائح إيطالى على الفور إلى مصر، ولتصبح صورة شعراوى وصلاح شعار المشاركة فى كل المعارض السياحية الخارجية.
ففى برلين ينعقد اليوم أكبر معارض السياحة فى العالم، وبالتالى هى فرصة أمام الوفد المشارك من وزارة السياحة لتوظيف الصورة أمام المشاركين والعارضين والزوار.
لا بد من استغلال كل وسائل الترويج الخارجية لإعادة السياحة المصرية، وحسب الإحصاءات، فإن فريق الأرسنال الذى يلعب له لاعبنا محمد الننى، هو أكبر الفرق العالمية مشاهدة حول العالم، حيث يشاهد 1.8 مليار نسمة فى كل أنحاء دول العالم، ولا يعقل أن يلعب الننى فى هذا الفريق العالمى دون أن نستغله فى الترويج والدعاية.
لدينا أكثر من لاعب فى أوروبا يمكن استغلالهم لدعم السياحة المصرية وبشكل عاجل، بدلا من الوفود «الرايحة جاية»، التى تكلف الدولة آلاف الدولارات ونتائجها سلبية.
هل فكر أحد فى الاتصال بصلاح وشعراوى والننى وكوكا ووردة لبحث كيفية دعم مصر ومساندتها فى أزمتها الحالية، خاصة الأزمة السياحية.
هذه دعوة للحكومة ووزير السياحة بالتفكير خارج الصندوق، بعيدا عن الروتين والتفكير النمطى التقليدى فى أوقات غير مناسبة.