فى بيان خطير جداً نشرته «اليوم السابع» أمس، فضح الدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى المقال من منصبه مافيا استيراد القمح، التى لا تزال تتحكم فى أقوات المصريين، وتربح المليارات الحرام على حساب صحة المصريين واقتصاد هذا البلد، وأمواله المهدرة لحساب عصابة من السماسرة الكبار المسيطرين على السوق، وللأسف على قرارات الحكومة وبعض كبار المسؤولين المنتفعين من مسلسل استيراد القمح الذى أصبح ماسخا ومملا ويدعو لليأس والإحباط، لكننا لن نحبط وسنظل نكتب ونطالب أعلى سلطة فى البلاد ممثلة فى الرئيس ليضرب بيد من حديد على أيدى هذه المافيا. السيد وزير الزراعة أقال رئيس الحجر الزراعى لأنه كتب تقريرا يرفض أطنانا من القمح الفاسد والذى وافقت عليه وزارة التموين، وتحدثنا عنه فى الإعلام، وبعد صراخنا تم إيقاف الشحنة المدمرة لصحة المصريين، ثم نفاجأ بقرار إقالة المسؤول عن الحجر الزراعى والمتواجد حاليًا فى أستراليا ونيوزيلندا لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية المصرية، وبعد إقالته أصدر بيانا جاء فيه «أن شحنات القمح المصاب بفطر «الأرجوت» غير مسموح بدخولها طبقًا للمادة الأولى من تشريعات الحجر الزراعى 3007 لسنة 2001، والمدرجة بجدول واحد لخطورتها على الصحة العامة والزراعة المصرية». وأضاف د. سعد موسى فى بيانه: «لا أريد تحويل قرار إقالتى من منصبى لمعركة، ولا أتخيل أن يتخذ الدكتور عصام فايد وزير الزراعة قرار إقالتى، خاصة أنى أوضحت له سالفًا الصورة كاملة وخطورة فطر «الأرجوت» على الصحة العامة والزراعة المصرية، وما يستتبع ذلك من الناحية العلمية والتأثير على الصحة النباتية، فضلاً عن عدم الإمكانية»، مضيفًا: «مش عايزين نضرب عرض الحائط بتشريعات الحجر الزراعى والمواصفات القياسية، موجهًا تساؤله لوزير الزراعة، لصالح من.. مش مهم سعد موسى ولكن الأهم صحة المواطن المصرى والثروة الزراعية «ملقوش فى الورد عيب».
كما وجه سؤالاً آخر لوزير الزراعة: «أنت عارف كل شىء عن مخاطر شحنة القمح التى تم رفضها وتتبع السلع التموينية وكانت الكمية 63 ألف طن.. تبقى العصفورة فين»، مؤكدًا أن شركة «بونجى» مورد أساسى للسلع التموينية بوزارة التموين وتم رفض شحنتين من القمح المصاب بفطر «الأرجوت» لها من كندا الأولى 800 طن، والأخرى 500 طن، فضلاً عن فول الصويا والذرة الصفراء المصابة بالأمبرزيا». تابع سعد موسى، أنه عقب انتهاء مهام عمله فى أستراليا وفتحه الأسواق الجديدة أمام المنتجات الزراعية المصرية سيعود للبحث العلمى، بمعهد بحوث وقاية النباتات التابع للوزارة، مضيفًا: أنه حاصل على رسالتين للدكتوراة أحدهما من الولايات المتحدة والأخرى من المركز الدولى للهندسة الوراثية، ويعلم مخاطر دخول الفطر على الزراعات المصرية والصحة العامة». وأوضح أنه فى نهاية حديثه لا يسعه إلا أن يقول «تحيا مصر بأبنائها المخلصين، ويحيا جيشها العظيم قاهر الأعداء، والفاشيين من جماعات الإرهاب ويحيا ضباطها الوطنيين الأحرار».
الآن على وزير الزراعة أن يحدد موقفه مما ذكره الدكتور موسى، وأما أن يكون كلامه صحيحا وإقالته جاءت لصالح الأباطرة الكبار فيحاكم وزير الزراعة أو حاكموا موسى على كلامه الذى يحمل اتهامات مباشرة لهذه المافيا، أما موال القمح الذى ننام ونصحو على شجونه فلابد أن يفتح ملفه بمنتهى الشفافية، هل تخاف الحكومة من التوسع فى زراعة القمح لنصل للاكتفاء الذاتى منه، أم أن هناك تعليمات من جهة ما لا نعلمها بتفضيل الاستيراد.
لقد كتبت من قبل مناشدا الرئيس السيسى أو رئيس الحكومة أن يلتقى أحدهما بالدكتورة زينب الديب الأستاذة بجامعة السوربون، والتى تملك مشروعا كاملا للقمح المصرى بأقل تكلفة، وتوصلت للاكتفاء الذاتى من القمح المصرى فى وقت قياسى، وأطلقت على مشروعها نهضة أمة، ولديها تجارب ناجحة وموثقة فى الوادى الجديد، ولديها آلاف الفلاحين المقتنعين بحلمها، وتمتلك الجين الأصلى للقمح المصرى، وأوصت فى وصيتها أن يعطى فقط للرئيس السيسى أو حاكم الشارقة الدكتور القاسمى الذى احتفى بها وكرمها، ومن قبله كرمها الرئيس الفرنسى ومنحها وسام فارس أعلى وسام فى فرنسا، وقد خاطبت الرئيس أكثر من مرة، ولديها الحل السحرى لهذه المشكلة الكؤود، فهل يستجيب أحد أم سنظل فى هذه الدائرة للأبد، قديما قالوا من ملك قوته ملك حريته، استمعوا لهذه العالمة المصرية ولن تندموا يرحمكم الله.