الحل الآن فى يد جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز.. والزيارة التاريخية والاستثنائية لمصر والحفاوة والاستقبال والفرح لوجوده فى مصر التى يعشقها لا تجعله يقبل بأى حال من الأحوال أن يعكر صفوها ويفسدها وينشر الأكاذيب حولها، بغرض بث الفتنة والقطيعة والانقسام داخل الشعب المصرى بطوائفه وأحزابه ومؤسساته ونخبة من جهة وبين الشعبين المصرى والسعودى من جهة أخرى، فى مرحلة سياسية تمر بها المنطقة العربية غاية فى الدقة والصعوبة، وفى وقت يراهن فيه الكثيرون من المتربصين بالشر على تباعد القاهرة عن الرياض، لتنفيذ باقى مخطط الفوضى الخلاقة وتمزيق باقى دول المنطقة وخاصة مصر والسعودية لتسييد المشاريع الصهيونية والإقليمية وإعلان وفاة النظام العربى.
جلالة الملك سلمان، وبعد حالة الجدل الشديد فى الأوساط السياسية والاجتماعية والقانونية ومواقع التواصل الاجتماعى، لا يمكنه قبول أن يحدث الانقسام داخل مصر التى أصبحت له خيارًا استراتيجيًّا فى ظل التحديات والمخاطر التى تواجه البلدين، وهو الحريص دوما على استقرار مصر وقوتها ودعمها حتى تعود للعب دورها القيادى والرائد فى المنطقة مع المملكة فى إنقاذ النظام الإقليمى العربى برمته من المصير المجهول، فمصر القوية والمملكة الشجاعة بمواقفها هما القادرتان على إنقاذ الأمة من مخطط الفوضى والإرهاب.
الحل الآن فى ظل ما نعيشه من حالة غضب وانزعاج تكاد تلامس حدود الانقسام الحقيقى بين مؤيد ومعارض، هو نزع فتيل الفتنة التى تسببت فيها اتفاقية «تعيين الحدود المصرية والسعودية» والإعلان المفاجئ عن تبعية جزيرتى تيران وصنافير للمملكة التى استغلها كل من هب ودب وكل من فى قلبه غرض وفى نفسه غرض للكيد السياسى وبث الأكاذيب وتقسيم الأمة وتحقيق المراد من حروب قذرة تسمى بحروب الجيل الرابع.
لن يكون غريبًا على جلالة الملك سلمان والقيادة السعودية الرشيدة والحكيمة بالاتفاق مع أخيه الرئيس السيسى والقيادة المصرية وبعد النقاش والتشاور وإعلاء مصلحة الأمة على المصلحة الشخصية، نزع الفتيل وإصدار بيان بإرجاء وتأجيل ملف تعيين الحدود وإبقاء الوضع على ما هو عليه وإثبات «حسن النوايا» تجاه مصر، وحرصًا عليها من الفتنة الداخلية إلى حين استقرار الأمور وإحالة الملف برمته إلى لجان متخصصة من الخبراء والمتخصصين من القانونيين والتاريخيين والجغرافيين والجيولوجيين تأخذ وقتها الكافى فى التمحيص والتدقيق والدراسة وجمع الوثائق، ثم عقد سلسلة الاجتماعات المتواصلة للتوصل إلى نتيجة محددة بعد عرض النتائج على البرلمان فى مصر ومجلس الشورى فى السعودية، إعمالا واحتراما لقيم الدولة الدستورية ودولة المؤسسات.
أيًّا كانت النتيجة فسوف يتقبلها الطرفان من منطلق المصلحة المشتركة وباقتناع تام بعدالة القضية سواء للرياض أو للقاهرة وطرح النتائج على الشعبين.
هل هذا عسير يا جلالة الملك.. وأنت العاشق لمصر التى تطوعت من أجل الدفاع عن ترابها ضد العدوان الثلاثى ووضعت روحك على كفك للدفاع عن مصر العروبة ضد العدوان والطغيان، ثم لم تترك مصر وحدها فى إزالة آثار العدوان فى 67 وساهمت فى عمليات المجهود الحربى لدعم الجيش وإعادة بنائه؟ هل إعلان التأجيل عاما أو عامين من أجل مصر وشعبها أمر عسير وصعب؟
أظنه ويظنه الواثقون فى حسن تقديرك، يا جلالة الملك، لدقة الأوضاع الداخلية فى مصر وتعقيداتها، ليس بالأمر العسير، والشعب السعودى سوف يتفهم أبعاد القرار، فالمصير الآن بين الرياض والقاهرة أصبح واحدًا والخيار بات استراتيجيا، فلا قوة للعرب بدون السعودية، ولا وجود للعرب بدون مصر.
لقد عبرتم بالعلاقات المصرية السعودية أصعب الملفات فى سوريا واليمن إلى بر الأمان والسلامة، فهل تأجيل قضية تيران وصنافير أكثر تعقيدًا وصعوبة من سوريا واليمن ولبنان؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد السيد
الأتفاقيه قديمه وخرجت الأن.
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوت الكاشف
////// أنت كاتب عبقرى ، وشجاع أيضا //////
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
حضرتك كاتب محترم