كيف نطفئ فتنة الجزيرتين صنافير وتيران؟ وكيف نستطيع بشىء من الحكمة أن نكون مؤمنين أنه من الضرورى ألا نشكك فى وطنية من قالوا لا لتسليم الجزيرتين أو من قالوا نعم لتسلميهما، الحقيقة أننى أستطيع التأكيد على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قادر على على إطفاء فتنة الجزيرتين «صنافير وتيران»، لأنه يملك شعبية كبيرة لم يصل إليها أقرب منافس له وهو حمدين صباحى، ومهما كان الأمر فإن كلام الرئيس السيسى وضع 5 نقاط مهمة فى كلمته لقائه مع ممثلين عن الشعب المصرى، أولها أنه لم يتخذ قرارا فرديا، بل قام بالاستعلام من كل من كان له صلة بموضوع جزيرتى «تيران وصنافير» وتبعيتها، وما زال على قيد الحياة لبناء الموقف النهائى حول الجزيرتين، قائلا: «كل ده علشان تطمئنوا ليس على الجزيرتين، ولكن على الراجل الذى ائتمنتموه على بلادكم وعرضكم وأرضكم»، مؤكدا أنه لا يأخذ قضية الجزيرتين بشكل شخصى.
النقطة الثانية التى قالها السيسى كانت حول المخاطبات المصرية للأمم المتحدة حول جزيرتى تيران وصنافير فقال: «إن موضوع تعيين الحدود البحرية يخضع لمعاهدات دولية وقواعد نسير عليها»، مؤكدا إصرارهم على عدم تغيير أى نقطة فى تعيين الحدود البحرية، وأن يتم التعيين طبقا للقرار الصادر من رئاسة الجمهورية سنة 1990، موضحا أن هذا الأمر سيتيح لنا التنقيب عن الثروات الموجودة فى البحار فى مياهنا الاقتصادية. النقطة الثالثة التى أكد عليها السيسى هو الجيش المصرى حيث قال عقيدة القوات المسلحة تعنى أن نحافظ على كل ذرة رمل فى هذا الوطن، مضيفاً: «الجيش لم يتأمر على أحد، ولم يعطل أحدا، ولم يخن، ولم ولن يقم بمؤامرات ضد أحد»، أما الرسالة الرابعة كانت عن المصريين فقال السيسى: «رد فعل المصريين تجاه الوضع الحاصل وغيرتهم على بلدهم تسعدنى وتسعد أى وطنى مصرى حقيقى، ولكن الغيرة تحتاج إلى تصويب»، أما الرسالة الخامسة للسيسى فى كلمته لممثلى المجتمع المدنى والإعلاميين، فهى حول محاربة نظرية التشكيك المنتشرة فى كل أنحاء مصر الآن، حيث قال السيسى: «هناك من يعمل على التشكيك بين الشعب المصرى، وأن الهدف من هذا التشكيك أن يتم تفكيك الكتلة المصرية حتى يسهل بعدها فعل أى شىء، وأن هناك شراسة فى الهجمة التى تتعرض لها مصر تعكس النجاح، رغم الحصار الاقتصادى وكل المشاكل التى تتعرض لها مصر تقف وتتحدى الصعاب أمام الجميع»، مؤكدا أن شراسة الهجمات ضد مصر ستزيد قوتها فى الفترة المقبلة.
هذه هى أبرز نقاط ربما يستطيع السيسى أن يطفئ نار الفتن التى اشتعلت، ولكن أخطر ما قاله السيسى عن قضية الجزيرتين هى أن مجلس النواب بيده الملف الآن، فاذا وافق فإن الاتفاقية سارية، وإذا رفض فهذا قراره، وطالب السيسى بضرورة تشكيل لجان داخل البرلمان حول قضية الجزر حتى يستطيع التصويت بشكل سليم.
هذا هو أهم الكلام الذى قاله السيسى، فربما يطفئ نار الفتن التى حاول الإخوان زرعها فى كل مكان، وربما ما قاله السيسى يتوافق مع رؤيتنا، خاصة فى إعادة القضية للشعب عبر برلمانه وعبر استفتاء شعبى، وهو ما يعنى أن الكرة ستكون فى ملعب المواطن، وهو الذى سيحدد مصير مثل هذه الاتفاقيات، فهل تستعد أيها المواطن من الآن لكى تدرس اتفاقية تيران وصنافر وتبتعد ولو قليلا عن الفيس بوك، ويكون لك القرار بالموافقة والرفض دون أن تزايد أو تشتم أو تهاجم أو تنافق أو تبصم، أعتقد أن هناك عشرات الحلول دون أن نجلس خلف أجهزة الكمبيوتر، ونهزم وطننا بحرب وهمية تشارك فيها جماعة الإخوان أو الخلايا الإلكترونية المؤيدة للاتفاقية التى ستظل كرة لهب مشتعلة لو لم نتعامل معها بالعقلاينة، فإننا سنورط مصر فى كارثتين، وهما إما أن نفرط فى جزء من أرضنا أو نسطو على جزء من أرض الغير، وهى ليست ضمن عقيدة الشعب المصرى، فنحن لا نفرط فى أرضنا ولا نحتل أراضى الغير.