أكرم القصاص

كهرباء ومياه وقربة مقطوعة!

الجمعة، 15 أبريل 2016 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الصيانة وسوء النية وسوء التصرف


هناك مثل شعبى مشهور عن «بيت المهمل الذى يخرب قبل بيت الظالم.. والطبخة التى تفسد علشان بمليم ملح»، وهى أمثلة تنطبق على الحكومة التى تقدم برنامجا كبيرا عن مشروعات وإنشاءات ولا تأتى بذكر للصيانة. شركات الكهرباء والمياه تطارد المواطنين بفواتير مبالغ فيها، بينما يتكرر انقطاع الخدمة.

المعروف والشائع فى كل دول العالم أن صيانة الخدمات العامة فى أهمية إقامة المشروعات الكبرى، ومع أننا نسمع ونقرأ كل الجهات فى الدولة تعلن أن أزمة الكهرباء انتهت بعد إنشاء محطات كهرباء تكفى وتزيد. لكن شكاوى الناس فى الأحياء المختلفة بالقاهرة والمحافظات تشكو من الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه أحدهما أوكلاهما. البعض يفسر الأمر بأنه ربما كان توزيع أحمال، لكن لا توجد مؤشرات بالطقس أو ارتفاع فى الاستهلاك الكهرباء أو المياه، ونحن فى بداية الصيف. التفسير السيئ النية يقول إن الأمر فيه نقص كهرباء. وتفسير آخر سيئ النية يقول إن هناك، أزمة فى الصيانة تسببت فى تراكم الأعطال. وتفسير ثالث أن هناك تعمد لقطع الكهرباء والمياه، مثل تعمد رفع فواتير الكهرباء والمياه بشكل يتجاوز العقل والمنطق ومعدل الاستهلاك.

وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر قال إن الوزارة تبذل جهودا كبيرة حتى لا يكون الصيف المقبل مظلما، وأنه تم استعادة عدد كبير من القدرات الكهربائية، والانتهاء من صيانة 92% من المحطات الكهربائية ليتم الانتهاء من الصيانة بالكامل نهاية أبريل. وقال إن هناك تنسيقا مع وزارة البترول، وأنه لم يحدث أى تخفيف أحمال منذ عدة أشهر، لكن الوزير لم يقدم تفسيرا لانقطاعات فى القاهرة والمحافظات. وما ينطبق على الكهرباء ينطبق على الماء المقطوع.

وإذا استبعدنا التفسيرات سيئة النية، يبقى الاحتمال الذى فى أيدينا، هو غياب الصيانة للمحطات والمحولات وشبكات الكهرباء والمياه، ونسيانها ضمن حالة الإهمال العام وعندما يأتى الصيف ويتزايد الاستهلاك قليلا تبدأ الأعطال وتتصاعد مع الارتباك وغياب الخطط. وهو التفسير الأقرب للمنطق. وهو أمر لايخلو من إهمال وسوء نية وطريقة تشير إلى أنه مهما كنا قادرين على بناء محطات ومشروعات وطرق، فإننا لا نجيد صيانتها، مع العلم أن الصيانة أهم من المشروع نفسه، والقضية غياب الصيانة ليست فقط فى الكهرباء والمياه لكنها فى كل جهة وتمثل واحدة من أهم أسباب الفشل التام وهى التى تفرق بين الدول المتقدمة والأخرى الفاشلة الأخيرة تنفق مليارات على مشروعات لا تجيد صيانتها وتجديدها. وإذا كانت الحكومة تتحدث عن ترشيد الاستهلاك عليها أن تقدم نموذجا لترشيد الاستهلاك من خلال ترشيد الصيانة، وإطفاء أعمدة الشوارع نهارا، وهى مسألة تتم منذ عقود فى العالم كله بخلايا ضوئية ولا يمكن الثقة فى حكومة تتحدث عن مشروعات ضخمة وتعجز عن صيانة ما بين أيديها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة