كتاب السمكة داخلك لـ"نيل شوبن" يكشف.. الإنسان أصله قنديل بحر

الإثنين، 18 أبريل 2016 10:00 ص
كتاب السمكة داخلك لـ"نيل شوبن" يكشف.. الإنسان أصله قنديل بحر غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد اقتصرت الحياة لمليارات السنين على العيش فى الماء، ثم قبل حوالى 365 مليون سنة خلت – سكنت الكائنات اليابسة أيضا، لذا فإن داخل أجسامنا صلات بمجموعة من الوحوش الأخرى، بعض الأجزاء تشبه أجزاء من قنديل البحر، وبعضها يشبه أجزاء من الديدان، وأخرى من الأسماك، وهذه ليست بمواطن اعتباطية، إن أجزاء منا موجودة فى كل الحيوانات الأخرى" هكذا يرى كتاب "السمكة داخلك.. رحلة فى تاريخ الجسم البشرى" للمؤلف نيل شوبن، ترجمة حسن أحمد غزلان، والصادر عن مشروع كلمة، أصل الإنسان وبداياته عبر مليارات السنين.

ويؤكد شوبن فى كتابة الذى اعتمد فيه على دراسة أحافير الديدان والأسماك التى يعثر عليها فى أنحاء العالم وعلى الحمض النووى الموجود الحيوانات على سطح البسيطة فى هذا الزمان وجود شبه عميق بين مخلوقات حية فى أيامنا هذه ومخلوقات ماتت عبر الأزمان ومنها الديدان القديمة والإسفنج الحى والأنواع المختلفة من الأسماك.

الكتاب رحلة علمية عبر 3.5 مليار سنة من التاريخ البشرى، يتقصى خلالها المؤلف تطور الجسم البشرى، عن طريق تتبع كيفية تطور الأعضاء البشرية عبر مليارات السنين، قبل أن يمشى أول المخلوقات على الأرض بوقت طويل جداً، من خلال دراسة الحمض النووى، والتجارب على أجنة الحيوانات.

والسمكة التى يتحدث عنها شوبن فى عنوان الكتاب هى تحت جلدنا، فى هياكلنا وخلايانا ومادتنا الوراثية، ورغم ذلك استغرق العلماء رحلة طولها عشرات السنين كى يعودوا بالزمن إلى الوراء ويفهموا الطريق الذى سلكناه مبتعدين عن سمكتنا القديمة، مقتربين من الحاضر الذى أصبحنا فيه قادرين على النظر إلى الوراء باحترام لكل خطوة قادتنا إلى ما نحن عليه.

يجمع الكتاب بين العلم بدقته وعمق أغواره، وبين فن رواية السير الذاتية، فتجد نفسك مأخوذًا، ففى كل صفحة جديدة تنهمر عليك المعلومات المثيرة للاهتمام والمفاجئة لغير المختصين بأسلوب يكاد يحبس الأنفاس لمن هو مثلى، يستمتع بلذة اكتشاف كل ما هو جديد.

يحكى شوبين أهم الكشوفات العلمية فيقول فيقول "رأيت واحدة من أسماكنا الداخلية فى يوم مثلج، بينما كنت أدرس صخورا عمرها 375 مليون سنة فى جزيرة إلزمير، على دائرة العرض حوالى 80 درجة شمالا، ارتحلنا أنا وزملائى إلى هذا الجزء المنعزل من العالم، لمحاولة اكتشاف إحدى المراحل الأساسية فى الانتقال من الأسماك إلى الحيوانات، التى تعيش على اليابسة. كان هناك خطم سمكة ناتئ من الصخور. لم تكن هذه أية سمكة، إنما سمكة برأس مسطح" وهذه السمكة المختلفة فتحت المجال للتفكير، ثم نفهم أن البنية الأساسية لهياكلنا العظمية بدأت بالتمايز منذ رفعت أولى الأسماك المسطحة رأسها من على ضفاف المستنقعات معتمدة على ما سيتطور لاحقًا ليكون أطرافًا تتراوح بين أجنحة للطيور أو للخفافيش، أقدامًا أمامية للبرمائيات وباقى الثدييات، وأذرعًا بأصابع ماهرة لنا، وجميعها تمتلك الترتيب البديع نفسه من عظم الكتف إلى تفاصيل عظام المعصم بحيث يمكن لمن يقارن بينها أن يتتبع رحلة التغييرات التدريجية التى سلكتها الكائنات فى رحلة التطور التى لا تتوقف.


موضوعات متعلقة..


أشرف العشماوى: الكتابة التاريخية "مرعبة".. ومحمد على "داهية".. ومصر فى عهد الملكية اهتمت بصحة المواطن.. وحالنا بعد 1925 أصبح مشوها.. والمصريون ثورجية بالفطرة.. ومناهج التاريخ ممتلئة بالفجوات









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة