المخربون الأوائل، الذين ظهروا أمام نقابة الصحفيين، وتوسلوا لوسائل الإعلام، خاصة القنوات الفضائية لنقل الوقفة، لتصدير صورة مزيفة وغير حقيقية عن أن هناك حالة قلق وتوتر فى الشارع المصرى، فى إعادة صارخة للمشهد الذى لعبته وسائل الإعلام طوال السنوات الماضية والتى تفوقت على الإعلام الإسرائيلى الصهيونى، الهادف لإسقاط القاهرة، يؤكد أن هؤلاء لا يبحثون إلا عن التخريب والتدمير، ولن يهدأ لهم بال إلا بعد أن تسقط مصر فى يد «داعش» ويصبح مصير 90 مليون فى علم الغيب، ونكرر نفس المشاهد والصور التى نشاهدها للسوريين فى عرض البحار، وفى الخيام على الحدود يتسولون المأكل والمشرب، والستر للعرض والشرف.
أيضا صور الدمار الشامل فى ليبيا واليمن والعراق، وحالة رعب مواطنى هذه الدول من الذبح والحرق والقتل على يد داعش ورفاقها من جبهة النصرة، والجماعات التكفيرية الأخرى.
فى الوقت الذى قال فيه زيجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة، أثناء زيارته لمصر، وهو الرجل الملقب بعين «الصقر الاقتصادى»، موجها خطابه للمصريين: «خطواتكم واسعة نحو الديمقراطية ورئيسكم يستحق الإعجاب»، ولم تمر ساعات قليلة على هذا التصريح، حتى فوجئنا بالرئيس الفرنسى «فرنسوا أولاند» مخاطبا الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلا: «قمت بانجازات كبرى فى زمن قياسى بقطاع الكهرباء والغاز»، ومع ذلك السيسى لا ينال رضى المخربين الأوائل، ويتهمون من يعلن ويقول الحق، بأنه مطبلاتى، فهل رئيس فرنسا ونائب المستشارة الألمانية «مطبلاتية للسيسى؟».
لابد أن نعى حقيقة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، أن إنجازات السيسى مغلفة بالمعجزات خلال 22 شهرا أى أقل من عامين، بداية من إعادة مصر بعد اختطافها من جماعات إرهابية، ثم إعادة الأمن والأمان، ومرورا بمشروع قناة السويس الجديدة ، وأكثر من 70 مشروعا قوميا من عينة استصلاح وزراعة المليون و500 ألف فدان، وشبكة طرق ضخمة، وتطوير موانئ ، وإنشاء محطات كهرباء مبهرة استطاعت أن تقضى على مشكلة الكهرباء، وحل مشكلة الغاز، وقضى نهائيا على طوابير الخبز الذى كان يتساقط فيها قتلى أيام مبارك نفسه، وأنهى مشكلة البنزين والسولار، بعدما وصل بالمصريين الحال لأن يقفوا ثلاثة أيام كاملة أمام محطات الوقود إبان عهد المعزول الإخوانى محمد مرسى، كما أعاد مصر لوضعها الإقليمى والدولى كقوة فاعلة، وغيرها من الإنجازات المغلفة بالمعجزات.
هذا جزء من إنجازات السيسى العديدة، ومن حقنا أن نسأل البرادعى وحمدين صباحى، وخالد على وريم ماجد وخالد داود وممدوح حمزة، وباسم يوسف، وباقى نشطاء الغم والهم ماذا قدمتم أنتم لمصر؟
الإجابة واضحة وقوية، يعيها القاصى والدانى، هؤلاء قدموا الخراب والدمار وتسليم البلاد لجماعة الإخوان، ودشنوا لمدرسة التشكيك والتسفيه والتسخيف من كل شىء، والاهتمام بسفاسف الأمور والابتعاد عن الأمور الجوهرية، ومعادة مؤسسات الدولة، وفى القلب منها القوات المسلحة، والقضاء والداخلية، وإرسال تقارير للخارج تحرّض على الدولة، وكتابة مقالات فى الصحف الأمريكية والأوروبية، تستدعيهم للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وتهين المصريين قبل السلطة، مثلما حدث مع الحقوقى جمال عيد الذى كتب مقالا خلال الساعات الماضية فى جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية، يحرض فيها ضد مصر، ويتعاطف مع جمعيات الإخوان، ويصف ما يحدث فى سيناء بأنه عنف من الجيش ضد الإرهابيين، وكأن مطلوب من الجيش المصرى أن «يُحسس بلطف» على الدواعش فى سيناء، وهو أمر يفوق الخيال، ويعجز عن فهمه وتصديقه العقل.
ما يفعله هؤلاء فاق بمراحل كبيرة للغاية ما تفعله الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية «الموساد» ووسائل إعلام تل أبيب ضد مصر، رغم العداوة ورغم الأطماع، وتحقيق ما ينشدون إليه فى توسعاتهم «من النيل إلى الفرات».
هؤلاء يدّعون الفهم أكثر من الدكتور فاروق الباز عضو المجلس الاستشارى لعلماء مصر، الذى قال نصا فى حواره مع الزميلة الفاضلة إيمان الحصرى أمس الأول: «إن الدعوات المطالبة بإسقاط النظام كارثية ، وإن بسقوطه ستسقط مصر وهتخرب .. وهنروح فى ستين داهية وخراب لمئات السنين».
نعم، نقولها وبكل وضوح، هؤلاء يريدون تدمير البلاد، وهنا نسأل المصريين، هل ستسمحون للمخربين الأوائل بتدمير مصر وإسقاطها وتسليمها لداعش بعد تسليمها من قبل للإخوان؟.
دندراوى الهوارى
تعالوا نتحاسب.. ماذا قدم ثوار 25 يناير لمصر غير الخراب؟!
الثلاثاء، 19 أبريل 2016 12:00 م