فى لقاء لم يعرف عنه الكثير ولم يعلن عنه سابقا فى جدول زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند للقاهرة، وفى منزل السفير الفرنسى وعلى ضفاف النيل التقى عدد من الإعلاميين والبرلمانيين والنشطاء السياسيين بالرئيس الفرنسى مساء أمس الأول، اللقاء حضره من المصريين المحامى خالد على والإعلامية جميلة إسماعيل والكاتب الصحفى عبدالله السناوى، والدكتورة هالة السعيد عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، والدكتور زياد بهاء الدين والنائب البرلمانى محمد أنور السادات.
ولا أعرف كيف تم ترتيب اللقاء؟ ومن اختار هذه الأسماء للرئيس الفرنسى؟ وهل بعلم الدولة المصرية وبالتنسيق معها؟ وهل هؤلاء هم من رأى فيهم من رتب اللقاء يمثلون النخبة المصرية والقادرين عن شرح الوضع السياسى والاقتصادى بحيادية وموضوعية كمصريين فى المقام الأول للرئيس الفرنسى قبل أن يكونوا نشطاء وسياسيين أصحاب مواقف واتجاهات فكرية مختلفة ومعارضة؟ ولماذا تم اختيار هؤلاء تحديدا دون غيرهم ولم ينضم إليهم آخرون يعبرون عن تيارات وفئات أخرى فى الشارع السياسى المصرى؟
علامات استفهام كثيرة حول اللقاء وما دار فيه، من الذين يرون فى أنفسهم الحق الحصرى فى تمثيل المعارضة المصرية؟ ما دار من حوار من بعض من حضروا اللقاء، وتم تداوله بالأمس كان عبارة عن تحريض علنى وفاضح من أشخاص مصرية ضد مصر، وبدا كأنهم يحاسبون الرئيس الفرنسى على زيارته لمصر وتوقيع اتفاقيات التعاون الاقتصادى والعسكرى، وعقد جلسات مباحثات مع الرئيس السيسى لبحث قضايا الإرهاب وما يدور فى دول المنطقة. تخيلت من سيل الانتقادات واللوم الموجهة للرئيس الفرنسى على مواقفه الداعمة لمصر أن الحاضرين يمثلون رموزا سياسية من دولة أخرى معادية لمصر وليسوا رموزا مصرية تجتمع مع رئيس دولة أجنبية زائر لمصر، وقادم إليها من منطلق المصالح والقضايا المشتركة التى تجمع بين القاهرة وباريس فأحد الحاضرين أو بالأدق إحدى الحاضرات وجهت لوما وانتقادا شديدا للرئيس الفرنسى لأنه يدعم مصر بالأسلحة وطائرات الرافال، ويوقع مع رئيسها اتفاقيات اقتصادية واستثمارية فى الوقت الذى «ينتهك فيه النظام المصرى الحريات ويسجن آلاف الشباب آخرهم يوم الجمعة»، النشطاء الحاضرون كانوا يلقنون الرئيس الفرنسى درسا فى كيفية احترام حقوق الإنسان فى داخل فرنسا وخارجها، وأن فرنسا التى تعرضت لهجمات إرهابية بشعة كان عليها أن تحترم حقوق الإرهابيين وهى تحارب الإرهاب وتوازن بين حماية الحقوق والحريات وبين الأمن، لأن سلوكها سينتقل إلى مصر ودول العالم الثالث للعصف بالحريات..ياعينى.
كأن الرئيس الفرنسى هولاند كان ينقصه بالفعل هذا اللقاء وهؤلاء النشطاء ليعلموه ويلقنوه دروسا فى حقوق الإنسان، لكى يعود إلى رشده ويستفيق من غيبوبة دعم مصر وتوثيق العلاقات التاريخية معها، وحماية مصالح فرنسا فى الشرق الأوسط ومع أكبر دولة فى المنطقة، هذا ما حدث فى لقاء الرئيس الفرنسى مع عدد من المصريين أو المحسوبين على النخبة، وليس لى تعليق على هذه النوعية من اللقاءات من شخوص بعينها، إلا أنه كان تحريضا مباشرا ضد مصر، وكان من المفترض أن يعلن هولاند فى نهاية اللقاء تجميد الاتفاقيات وقطع العلاقات مع مصر وسحب السفير الفرنسى من القاهرة ..! فهل كان هذا ما يريده الحاضرون فى اللقاء؟.
فهل كان هذا ما يريده الحاضرون فى اللقاء وهل كان هذا هو ايضا رأى الصديق عبد الله السناوى والنائب المحترم محمد انور السادات والأستاذة الجامعية هالة السعيد والدكتور زياد ابن الكاتب الوطنى الكبير الراحل احمد بهاء الدين..؟