سعيد الشحات

هاتف الخلافة «2»

الأربعاء، 20 أبريل 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عدت أمس إلى حادث الفنية العسكرية الذى وقع قبل 42 عاما «18 إبريل 1974»، حيث حاول إرهابيون اقتحام الكلية الفنية العسكرية، ظنا منهم أنهم بذلك يقطعون الطريق نحو تحقيق حلمهم بإقامة «دولة الخلافة»، وأواصل قراءة هذه الحادث من خلال كتاب «هاتف الخلافة»، وهى شهادة للدكتور أحمد الرجال، أحد أفراد المجموعة التى شاركت فى الاقتحام، والكتاب تحرير وتقديم الدكتور كمال حبيب.

يتحدث «الرجال» عن كيفية انضمامه إلى تنظيم «الفنية العسكرية»، مشيرا إلى الأجواء التى سيطرت على كلية طب الإسكندرية، حيث كان طالبا فيها، وقيامه مع زميله «أحمد سيد أحمد» بشراء حصيرة ووضعها كنواة لمصلى فى الكلية، وتجمع الطلاب فيها لقيام الصلوات، وحديثه عن هذه المسألة تحديدا وإن جاءت بشكل عابر، إلا أنها تلقى الضوء على أنه كيف كان يتم استثمار «المصلى» فى كل كلية لتجنيد الطلاب الجدد للتنظيمات الإرهابية، وأرى أن هذه الوسيلة تحديدا تحتاج إلى بحث مستقل.

يتحدث «الرجال» عن أنه بعد صلاة الظهر فى مسجد المستشفى الجامعى، وقف خطيبا فى جمع من المصلين، متحدثا عن ضرورة الحكم بشرع الله، ثم شرح معنى الجهاد، وبعد انتهائه من خطبته، جاء إليه ثلاثة «محمد الباشا، محمد خليفة، محمد جاد» ودار بينهم حوار قال فيه الثلاثة له، إن هناك تنظيما قائما يهدف إلى قيام دولة إسلامية بالقوة، وأن عناصر التنظيم فى كل مكان، وطلبوا منه البيعة، فبايع بشرط عدم ارتكاب عملا فيه معصية لله ورسوله.

تأخذنا الدهشة من هذا اليقين الذى كان عليه أفراد التنظيم، حينما يتصورون أن الاستيلاء على السلطة بات وشيكا: «زارنى فى كفر الدوار فى منزلى وتناول معى طعام الغذاء كل من محمد جاد، ومحمد الباشا وأحمد سيد أحمد، حيث دار نقاش طويل أخبرنى «الباشا» فيه بأنهم كانوا بالأمس فى عقر دار الحكومة المصرية، وأن الاستيلاء على السلطة بات وشيكا، وكان الباشا يشير هنا إلى قيامه هو وجاد وخليفة بزيارة قاعة مجلس الشعب ورسمها كروكيا، وكذا القاعة التى يعتزم السادات الخطاب منها».

يشرح «الرجال» قصة التصوير الكروكى لمقر مجلس الشعب، قائلا: «كلفت الجماعة محمد الباشا، ومحمد جاد، وخليفة، طلبة كلية طب الإسكندرية بعمل تصوير كروكى لمجلس الشعب المصرى من الداخل، وكذا لبعض القاعات التى ربما يخطب فيها السادات، ذهب ثلاثتهم وأوهموا الحراس بأنهم أتوا من كلية طب الإسكندرية من أجل رسم وصفى لقاعات المجلس لنشرها فى مجلة حائط الكلية، كان الأمر يبدو للحراس ولأمين المجلس عاديا جدا، بل ربما تطوع الرجل وأمهد بأكثر مما طلبوا تشجيعا لهؤلاء الشباب الذين تجشموا عناء السفر من أجل معلومات تهمهم وتساعدهم فى نشر الثقافة والمعلومات بين أقرابهم».

عاد الثلاثة بالرسومات الكروكية، وأطلعوا عليها «أحمد الرجال» الذى يتحدث عن مشاعره وقت أن رآها: «أحسست أن فجر الخلافة الإسلامية بات وشيكا، مما جعلنى أكثف من التدريبات البدنية مهملا دروسى الطبية، متهيأ نفسيا وبدنيا لليوم الذى يطل علينا فيه ذاك الفجر الذى طالما انتظرناه».

أبلغ محمد جاد، «الرجال»، بأنه جاء وقت تحقيق حلم الاستيلاء على السلطة وإقامة دولة الخلافة، وطالبه باللقاء على محطة مصر لركوب القطار إلى القاهرة، ومن محطة باب الحديد توجهوا إلى محطة المترو القريبة من الفنية العسكرية، وفيها جاء شاب قصير القامة يرتدى قميصا نصف كم أبيض اللون، وصافحهم، وكان هو صالح سرية أمير التنظيم: «كل أفراد التنظيم كانوا موجودين على المحطة، ولم يكن أحد منا يعرف الآخر».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة