أحمد إبراهيم الشريف

فلسطين.. اليونسكو.. إسرائيل

الخميس، 21 أبريل 2016 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعترف أن منظمة اليونسكو بقيادة إيرينا بوكوفا تحاول كثيرا أن تكون منصفة، وأن تقف بقدر استطاعتها بجانب المظلومين، لكن الدول الكبرى تريدها أن تكون تابعة لها وموالية لأفكارها بصفتها الممولة لهذه المنظمة، وخطورة هذا الأمر تكمن فى أن القضايا الكبرى تكون بين رغبتى الرضا والغضب، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة كبرى، فعلى الرغم من الموقف المشرف الأخير الذى قامت به اليونسكو، والمتعلق بقرارها الذى يهدف إلى حماية الإرث الثقافى الفلسطينى فى مدينة القدس القديمة، خاصة أن إسرائيل انتقدته بشدة، ووصفه رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه «عبث» إلا أن المراهنة على هذه المنظمة يحتاج إلى أسس أخرى للمراهنة عليها.

نعود ونؤكد أنه لا يستطيع أحد أن ينكر دور هذه المنظمة التى تعرضت كثيرا للضغط الشديد من قبل قوى الشر فى العالم، وجميعنا يعرف أنها بكل شجاعة منحت الفلسطينيين العضوية الكاملة باليونسكو فى أكتوبر 2011 فيما اعتبر خطوة مهمة ضمن جهود الفلسطينيين للحصول على اعتراف بدولة مستقلة، على الرغم من المعارضة الشديدة من الحكومة الإسرائيلية وواشنطن، وصفق الجميع واعتبر العرب أنهم ربحوا نصيرا مهما بوقوف «اليونسكو» فى صفهم التى تعرضت لضغط كبير فيما تلى ذلك من أمريكا وإسرائيل وكندا ودول أخرى، هذاموقف مشرف وعظيم من المنظمة.

لكن هناك موقفا آخر مناقضا يحتاج للتوقف ففى شهر أكتوبر الماضى أتت المضايقات الدولية أُكُلها، وتمكنت من سحب القرار المتعلق بحائط المبكى، حيث احتجت إسرائيل على المشروع الذى كان ينص على أن البراق من الآثار الإسلامية الخالصة، الغريب أنه كان هناك قرار من اليونسكو بهذا المعنى، لكن فى اللحظة الأخيرة، كما أكد دبلوماسيون إسرائيليون، حدثت تغييرات، وحذف من مشروع القرار الذى أقره المجلس التنفيذى لليونسكو بند يشير إلى أن حائط البراق بالقدس موقع دينى للمسلمين وحسب، نعم تم تغييره، بعد أن رفضته الحكومة الإسرائيلية واليهود، ومن والاهم، وقال وزير الداخلية الإسرائيلى سلفان شالوم للصحفيين فى باريس: إن البند الخاص بحائط البراق حذف «تحت ضغط هائل من الأمريكيين».
وعليه فإننا أمام مواقف متضاربة لليونسكو، هذا التضارب يؤكد أن العرب عليهم أن يدركوا أن اليونسكو منظمة مهمة جدا، ولما كان المفروض أن ولاية إيرينا بوكوفا ستنتهى بعد سنة تقريبا، وبدأ مرشحون يستعدون لخوض الانتخابات للوصول لرئاستها، والعرب كالعادة بدأ بينهما التشتت فاليمن ولبنان، وبالتأكيد مصر، سينافسون بعضهما بشكل صعب سيؤدى لضياع الجميع ما لم يتحدوا ويتفقوا على مرشح واحد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة