البرازيل تحفز المعارضة فى أمريكا الجنوبية للتحرك ضد حكامهم.. الإطاحة بروسيف تبث الرعب فى نفوس رؤساء القارة اللاتينية.. مخاوف من استغلال البرلمانات للسير على نفس النهج.. ورئيس فنزويلا يحذر برلمان بلاده

الجمعة، 22 أبريل 2016 05:08 م
البرازيل تحفز المعارضة فى أمريكا الجنوبية للتحرك ضد حكامهم.. الإطاحة بروسيف تبث الرعب فى نفوس رؤساء القارة اللاتينية.. مخاوف من استغلال البرلمانات للسير على نفس النهج.. ورئيس فنزويلا يحذر برلمان بلاده رئيسة البرازيل ديلما روسيف
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت موجة من الانقلابات الجديدة فى أمريكا الجنوبية، غير عسكرية، تقودها المعارضة فى برلمانات دول أمريكا الجنوبية، والتى بدأتها البرازيل، بعد أن صوت مجلس النواب فى البرلمان البرازيلى بالموافقة على بدء إجراءات عزل رئيسة البرازيل ديلما روسيف بسبب اتهامات لها بالتلاعب فى حسابات الحكومة ، وفاز فريق المصوتين بنعم بأغلبية ثلثى الأصوات، عقب جلسة عاصفة فى العاصمة برازيليا.

وتم رفع الاقتراح إلى مجلس الشيوخ فى البرلمان، الذى يتوقع أن يوقف روسيف عن ممارسة مهامها الشهر المقبل، إلى أن تنتهى بها الحال إلى المحاكمة الرسمية، وفى حال تصويت مجلس الشيوخ بالموافقة على بدء إجراءات العزل، فستمثل الرئيسة للمحاكمة أمام المجلس، وستعزل من منصبها إذا أدينت، ولكن لديها فرصتان للاستئناف خلال تلك العملية.

ليس عسكريا ولكن برلمانيا


فى البرازيل ، على الرغم من أن البرلمان لا يستطيع إقالة الرئيس بمجرد إجراء تصويت لسحب الثقة لكنه يستطيع إقالته من خلال إدانته عن طريق محاكمة قانونية سياسية أو ما يسمى بالمحاكمة البرلمانية، ولذلك لا يمكن أن نطلق على إطاحة مجلس النواب لرئيسة البرازيل انقلابا عسكريا لأنه يتبع القانون السياسى للبلاد، حيث إن طرق إقالة المسئولين تختلف بحسب النظام السياسى للدولة، ففى بعض الدول يستخدم تصويت سحب الثقة فى البرلمان، وأخرى لابد أن تسبقها عملية إجرائية كالمحاكمات البرلمانية ، ويتم اتهام المسئول من قبل البرلمان ومحاكمته ومن ثم عزله.

ويرى المراقبون أنه من غير المرجح أن يعارض مجلس الشيوخ فتح قضية ضد روسيف بعد تصويت أكثر من ثلثى النواب، وإذا صوت أعضاء مجلس الشيوخ ضد الإجراء يتوقف فعليا، وإذا أقروا إجراء اتهامها، فيفترض أن تعزل الرئيسة عن السلطة تلقائيا لفترة أقصاها 180 يوما، فى انتظار الحكم النهائى لأعضاء مجلس الشيوخ بشأن إقالتها.

ويتولى نائب الرئيس ميشال تامر مؤقتا مهام منصبها، وتتاح له كامل الحرية لتشكيل حكومة انتقالية، ووعد فى هذه الحالة بوضع برنامج مؤلم للانعاش الاقتصادى، من دون التعرض للبرامج الاجتماعية.

وبث أمر الإطاحة برئيسة البرازيل على أيدى أعضاء مجلس النواب الرعب فى نفوس رؤساء أمريكا اللاتينية، كما أنه ولد العديد من المخاوف باتباع المعارضة فى دول أمريكا اللاتينية لنفس الخطوات للإطاحة برؤسائهم، وعلى رأس هذه الدول التى انتباها العديد من الخوف كانت فنزويلا .

رئيس فنزويلا


أكد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو دعمه لرئيسة البرازيل ديلما روسيف قائلا: "ما حدث لروسيف جزء من الهجوم الإمبريالى لإنهاء الحكومات الشعبية، ووصف قرار البرلمان البرازيلى بإقالة روسيف من منصبها بأنه "انقلاب"يهدد أمريكا كلها"، كما أنه أكد أن هذا الحدث انقلاب برلمانى ضد رئيس شرعى للبرازيل، وأنه يهدد استقرار أمريكا كلها وليست البرازيل فقط، كما أنه أكد أنها محاولة لزعزعة استقرار الحكومات اليسارية التى من المفترض أنها تسيطر على المنطقة"، وحذر برلمان بلاده من وجود خطة انقلابية، مؤكدا أن المعارضة ستحظى بهزيمة ساحقة فى حال التفكير فى هذا الأمر.

فنزويلا أيضا تعانى من الكثير من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، كما أن المعارضة الفنزويلية تسعى منذ فترة طويلة إلى تنحى رئيسهم نيكولاس مادورو ولكنها تفشل كل مرة فى الوصول لهدفها، ولهذا فمن الممكن أن ما حدث لروسيف أن يتكرر مع مادورو.

كما أن الإطاحة برئيسة البرازيل تؤكد تحول أمريكا اللاتينية إلى اليمين، ويأس الشعوب من اليسار، ولكن لم تكن الحرب الاقتصادية ولا الخيارات السياسية الخارجية هى السبب الرئيسى فى فشل اليسار اللاتينى، ولكن المسئولين اليسارين أنفسهم هم الذين فشلوا فى تحقيق آمال الناس وإعطاء خصومهم الذرائع الكافية لتحويل الرأى العام من مساند إلى محبط ويائس.


موضوعات متعلقة...


- رئيس فنزويلا: الانقلاب على رئيسة البرازيل تهديد لأمريكا بأكملها

- بعد خسارة انتخابات النواب هل يخسر اليسار البرازيلى الرئاسة؟.. مجلس الشيوخ يحدد مصير ديلما روسيف مايو المقبل.. حزب العمال: مساءلتها نكسة للديمقراطية.. واليمين يستعد لإدارة البلاد بسياسات اقتصادية مؤلمة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة