السفير البريطانى يغطى كوارث بلاده بقناع البراءة
فجأة خرج علينا جون كاسن، السفير البريطانى فى القاهرة، بتصريح لافت يعترف فيه بأن هناك من يدق الأسافين بين بلاده ومصر، وأنه يأمل فى تجاوز هذه الأسافين!
وبعيدا عن طبيعة التصريح الغريب عن عالم الدبلوماسية وطرق مسؤوليها فى التعبير عن مواقفهم وأفكارهم، إلا أن جون كاسن لم يوضح لنا ماذا يقصد بسياسة الأسافين التى أعلنها؟ هل هناك من نجح فى توتير العلاقة بين القاهرة ولندن بناء على معلومات مغلوطة مثلا، أم أنه يعترف ضمنا بأن العلاقة بين بلاده ومصر ليست على ما يرام فى الفترة الأخيرة؟ أم أن كاسن يأمل أن تتغير سياسة لندن الاستفزازية تجاه القاهرة التى يبدو أنها تولت مهمة توجيه الضربات الاستخباراتية المعيقة للقاهرة فى الفترة الحالية بديلا عن واشنطن التى تنفذ سياسة الانسحاب من الشرق الأوسط والتركيز فى معاركها مع الصين وروسيا وكوريا؟
وبمناسبة المعلومات المغلوطة «الأسافين» التى توتر العلاقات بين القاهرة ولندن، هل يمكن اعتبار تصريحات وزير الخارجية البريطانى، رئيسك المباشر يا سيد كاسن، أن بريطانيا أخفت معلومات سرية شديدة الحساسية عن أسباب سقوط الطائرة الروسية فى سيناء العام الماضى لأسباب وصفها بالواضحة، هل يمكن اعتبارها ضمن سياسة دق الأسافين بين البلدين؟
قل لنا يا سيد كاسن، هل كانت تلك المعلومات السرية شديدة الحساسية عن سقوط الطائرة الروسية التى أعلن عنها رئيسك فيليب هاموند، بعد الحادث مباشرة، متوفرة لديه قبل سقوط الطائرة؟ وماذا عن تأكيده أن بريطانيا لم تتقاسمها مع مصر لأسباب واضحة بينما تقاسمتها مع روسيا؟ ما هى هذه الأسباب الواضحة يا سيد كاسن من وجهة نظرك وكيف تقيمها سياسيا وأخلاقيا؟!
وبالمناسبة يا سيد كاسن، ليتنا نعرف رأيك فى القصة الحقيرة التى اخترعتها صحيفة ديلى ميل وروجتها بقوة بعد حادث الطائرة الروسية، أن هناك طيارا لشركة طومسون استطاع تفادى صاروخ أرض جو فوق شرم الشيخ بطائرته المدنية والهبوط بها بسلام دون أن يشعر بذلك الركاب؟ هل تعتبر تلك القصة الإخبارية الكاذبة كليا التى لم تعتذر عنها الصحيفة حتى الآن، نوعا من دق الأسافين بين بلدينا؟.
وهل تعتبر سيد كاسن أن الدور المشبوه الذى لعبته الإخوانية البريطانية مها عزام ورفيقتاها أنا ألكسندر وهانا واديلوف فى قضية الإيطالى جوليو ريجينى، من قبل صناعة الأسافين ودقها بين البلدين أيضا، خاصة أن الثنائى ألكسندر، واديلوف محسوبتان على المخابرات البريطانية وأن واديلوف التى تعمل حاليا تحت غطاء باحثة فى جامعة وارويك، كانت وراء جمع عشرة آلاف توقيع على موقع البرلمان البريطانى، حتى يتسنى لسلطات بلادك التدخل والعمل على تهييج القضية مع الجانب الإيطالى كما رأينا وتابعنا.
وحتى لا ننسى، كيف تصف الدور الذى تقوم به بى بى سى الناطقة بالعربية، من ترويج للشائعات بشكل غير مهنى ضد مصر، واستضافة المحسوبين دائما على الإخوان وأتباع الخطاب البريطانى الأمريكى من المصريين لتقديم صورة مشوهة ومغلوطة وتشاؤمية عن مصر ؟ هل تعتبر موقف بى بى سى مهنيا نزيها، أم موجها وفقا لسياسات بلادك وأجهزتها الاستخباراتية، أم يمكن إدراجه تحت بند «دق الأسافين» أيضا!!