لا تذكر صحف العالم اسم «مصر» هذه الأيام إلا وتربطه بالأوضاع المضطربة داخليا وخارجيا، خاصة بعد تصاعد قضية الباحث الإيطالى جوليو ريجينى وقضية جزيرتى تيران وصنافير المصريتين، واضطراب سعر الدولار، لكن برغم كل هذا عاد لاسم مصر النور مرة أخرى، وذلك بعد انتهاء دار سوذبى من مزاد بيع أعمال بعض الفنانين المصريين الذين قفزت أسعار أعمالهم إلى ما يعادل 3.5 مليون جنيه، وذلك بعد أيام قليلة من تحقيق تمثال النحات المصرى العالمى «محمود مختار» وحده ما يعادل 10 ملايين جنيه مصرى، فى إشارة واضحة للعالم أجمع بأن قوة مصر الناعمة هى الأبقى، وأن مصر ستظل على مر التاريخ الإنسانى منبعا من منابع الفنون الجميلة، مهما غامت الرؤية أو تكالبت عليها الأمم.
صلاح عبدالكريم، حامد ندا، صلاح طاهر، محمود سعيد، وحسن سليمان، أسماء شملها مزاد أمس الأول «الجمعة» فأضيئت القاعات بأعمالهم، حيث بيعت لوحة «السيرك» لمحمود سعيد بسعر 47.5 ألف إسترلينى، بعد أن كان سعرها يقدر بما بين 20 و30 ألف جنيه إسترلينى، أما المنحوتة الخشبية «الثور» للفنان صلاح عبدالكريم فبيعت بسعر 173 ألف جنيه إسترلينى، ولوحة للفنان حامد ندا كان يقدر سعرها بما بين 16 و20 ألف جنيه إسترلينى وبيعت بسعر 21 ألف إسترلينى، ولوحة للفنان صلاح طاهر كان يقدر سعرها بما بين 7 و10 آلاف جنيه إسترلينى، وبيعت بسعر 12.5 ألف إسترلينى، ولوحة بعنوان «الراهبات» للفنان حسن سليمان يقدر سعرها بما بين 15 و20 ألف جنيه إسترلينى، وتخطى سعرها لتباع بـ60 ألف إسترلينى، وقبلها بأيام باعت الدار التمثال الشهير «على ضفاف النيل» للفنان المصرى محمود مختار بسعر 725 ألف جنيه إسترلينى، أى ما يعادل 10 ملايين جنيه مصرى، بعد أن كان مقدرا بيعه بما بين 120 و180 ألف إسترلينى، أما صالة «كريستى» فقد شهدت قبل أسابيع بيعًا لأعمال مصرية فنية أيضًا، وبلغ سعر لوحة الفنان حامد عويس 605 آلاف دولار، كما بلغ سعر لوحة محمود سعيد بعنوان «النيل فى مدينة دير بالنوبة» 701 ألف دولار، أما لوحة «سراييفو» للفنان عمر النجدى فقفزت إلى مليون و150 ألف دولار بعدما كان سعرها يقدر بما بين 400 و600 ألف دولار.
هذا هو وجه مصر المنير الذى يعرفه العالم المتحضر، فهذا التسابق العالمى على اقتناء لوحات الفنانين المصريين يعد أكبر حملة لتجميل وجه مصر وإزالة الغبار عن صورتها البهية التى ظلمتها السياسة وأحرقت أطرافها الصراعات، ومن هنا تأتى أهمية الاهتمام بالفنون التشكيلية المصرية التى أصبحت خير سفير لمصر فى العالم الخارجى، فمصر الآن تمتلك فنانين لا يقلون أهمية عن هؤلاء الرواد الذين يتسابق العالم على اقتناء أعمالهم، لكنهم يحتاجون إلى دعم وتشجيع وتسويق لتظل مصر حاضرة وبقوة على الساحة الفنية العالمية، وتظل دائما، كما هى، «حلوة فى كل عين».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة