أكرم القصاص

ما وراء كوريا والدكش

الإثنين، 25 أبريل 2016 07:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قصة العراب «الأب الروحى» تدور فى الأربعينيات والخمسينيات بأمريكا، ولاتزال أكثر الأعمال تعبيرًا عما يمكن أن تفعله المافيا وتأثيرها فى كل الجهات والمؤسسات، وتعيدها قصة الكشف عن عدد من الضباط المتورطين فى العمل مع العصابات فى القليوبية فى قتل زميلهم رئيس مباحث شبرا الخيمة، وعدد آخر من الضباط والمخبرين، حيث إن الضابط القتيل ذهب ضحية رفضه الانخراط مع العصابة، ومن واقع شهادات المواطنين فقد كان ضابطا نزيهًا، كشف علاقة زملائه بالعصابات، فأصدر زملاؤه حكما بالإعدام عليه وتمت تصفيته حتى لا تنكشف علاقتهم بالدكش وكوريا.

فى فيلم الأب الروحى كانت المنافسة بين عصابات المافيا فى كون زعيم العائلة فيتو كورليونى يحتكر العلاقة مع الشرطة ورجال السياسة والقضاء، وكان يتدخل فى اختيار المسؤولين ودعم المرشحين، ويحول عائد أموال الجريمة إلى استثمارات فى فنادق ونواد، ويمتلك شركات إنتاج سينمائى، والزعيم التالى «مايكل كورليون» الذى كان ضابطا فى البحرية وسع من دوائر الاستثمارات ووصل إلى أن شارك فى بنك الفاتيكان.

منطقة مثلث الإجرام بالقليوبية، ظلت عصية على الاختراق من عقود، وخلال السنوات العشر الماضية سقط فيها ما يقرب من عشرة ضباط كان آخرهم الرائد مصطفى لطفى، والنقيب إيهاب جورج وغيرهما. تمت إحالة ضابطين فقط إلى الاستيداع بعد ثبوت أنهما كانا يبلغان «الدكش» و«كوريا»، بمواعيد الحملات، وهناك أرقام عن حجم الرواتب والعطايا التى كان يحصل عليها ضباط كبار، وهناك تساؤلات عما إذا كان من الممكن الكشف عن باقى الشبكة داخل الشرطة والمؤسسات المختلفة، ومدى القدرة على تقديم هؤلاء الضباط للمحاكمة، وهل هذا يعد نهاية مثلث الجريمة الممتد من عقود، أم أن الأمر سيعود إلى حالته بعد إجراءات عقابية؟

وهل كانت هذه العصابات التى تسيطر على منطقة واسعة للجريمة، فقط فى كوريا والدكش، أم أنهما كانا جزءا من المافيا؟ رأينا كيف كانت عصابات المخدرات فى الثمانينيات أقوى من الوزير، بل تدخلت لإزاحته، باعتبار أن الضابط أو المسؤول النزيه يمثل خطرا كبيرا على عمل هذه العصابات.

قضية القليوبية تشير إلى وجود ضباط يرفضون العمل مع العصابات، فما هى آليات الحماية التى يمكن أن توفرها الدولة لهؤلاء الشرفاء ممن يواجهون العصابات؟ وما مدى القدرة على التوسع للقضاء التام على العصابات التى تتجاوز المخدرات إلى التحكم فى تفاصيل الحياة فى مناطق مختلفة، ثم إنها ليست مجرد عصابات فردية، لكنها جزء من منظومة اتضح أنها تخترق الدولة، وفى حال الكشف عن تفاصيل العصابة وعلاقات الفاسدين، ربما يفتح الباب لإزاحة الستار عن الكثير من ألغاز الجريمة والأحداث الغامضة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة