أكرم القصاص

من الازدواجية للسياسة

الأربعاء، 27 أبريل 2016 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخطر ما يمكن أن يحدث هو تقسيم الناس والانخراط فى حالة من السب والسخرية والتعالى وإنكار حق كل طرف فى التعبير.

قلنا بعد مظاهرات 15 إبريل، ومازال الأمر مستمرا، ومن المهم أن يعيد كل طرف تقييم نفسه، فى عيون الآخرين.

مظاهرات 25 إبريل والقول إن الأمن منعها، من خرج يوم الجمعة السابقة أعلنوا أن قانون التظاهر سقط، وأنهم يرفضون الحصول على تصريح، وتعامل الأمن معهم بنفس المنطق، هم رفضوا الاعتراف بالداخلية، والأمن رفض الاعتراف بهم، وتعامل بشدة.

مظاهرات 15 إبريل رفعت شعارات تجاوزت قضية الجزر، ظهر هتاف «يسقط أو ارحل»، وهو غير متفق عليه، تماما مثل تحليلات تقييم الشعبية بالسلب والإيجاب التى تنقصها الدقة، وتنبع من تصورات مغلقة على نفسها، والادعاء بأن المعارضة تعم الشعب كله، أمر مبالغ فيه ولم يخل من استهانة واستقطاب وتناقض حتى داخل من يفترض أنهم يطالبون الشعب.

التعامل بتعال مع المواطنين الذين خرجوا لتأييد الجيش، هى سخرية من قطاعات سبق لنفس النخب أن خاطبتها، ومدحوها، ولم يجددوا فى نظرة تفتقد إلى التفهم أو التوعية.

لا يكفى توزيع أوصاف مثل عواجيز وعبيد، على قطاعات هى نفسها كانت من شركاء الوطن، ليس كل من يختلف معك مدفوعا ومباعا، ولا كل المعارضين عملاء.

فيما يتعلق برفع علم السعودية أثناء احتفالات سيناء، ومع اعتبار أنه لا يوجد أى مبرر لرفع أى علم آخر غير علم مصر، ومن فعلوا ذلك فعلوه بجهل أو كيد، لكن من اعترضوا هم من قرروا التظاهر فى نفس العيد وهتفوا «يسقط حكم العسكر» يوم عيد سيناء، وهو عيد للجيش الذى يهتفون ضده، وهى ازدواجية. رد عليهم البعض «قررت الخروج يوم التحرير وهتفت يسقط حكم العسكر، وتريدنى أن أصدقك وأنت تعلن غضبك من علم آخر؟».

هناك ازدواجية فى التعامل مع الأحداث، والأهم هو اختفاء القيادات التى أعلنوا خروجهم ومن ظهروا فى مظاهرات الجمعة، وهى نقاط قد تبدو إيجابية أنهم لم ينخرطوا فى دعوات للصدام، لكن عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويتجاوزوا حالة لم تعد صالحة بعد خمس سنوات. هناك مساحات يمكن السعى خلالها من الطرفين السلطة والمعارضة لاستعادة السياسة بمفاهيم المنافسة وليس الصراع والصدام الذى لا يمكن أن يكسب منه أحد. وأن يكتفى بمخاطبة المتفقين معه، وحذف الآخرين ويعيش حالة إيهام بموقف موحد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة