حكومة كاميرون مسؤولة.. ودماء المصريين ليست رخيصة
كل الشر يأتى من بريطانيا، هذا ما تؤكده السياسات العامة لحكومة ديفيد كاميرون تجاه مصر، كما تؤكده الممارسات الفردية تجاه المصريين هناك، وآخرها مقتل المهندس الشاب شريف حبيب ميخائيل حرقا فى أحد الجراجات العمومية فى عاصمة الشر والإرهاب لندن.
1 -
المهندس الشاب لم يكن له أى أعداء أو ممارسات تخالف القانون، وأسرته تؤكد أنه كان محبوبا من جميع أفراد الجالية المصرية ومن زملائه وجيرانه، فى الوقت الذى يتناقل أصدقاء له عبر مواقع التواصل الاجتماعى أن آخر مرة شوهد فيها كان برفقة أحد رجال الشرطة الإنجليز.
2 -
المطلوب الآن وفورا من السلطات البريطانية أن تعلن ما إذا كانت اعتقلت المهندس المصرى قبيل وفاته حرقا أم لا؟ وهل تعرض للاستجواب على أيدى أحد أفراد الشرطة سابقا، وهل صحيح أن قطاع الأمن البريطانى حاول تجنيده للعمل معه، كما تشير المعلومات المتداولة والتى لم يتم تأكيدها أو نفيها من الجانب البريطانى؟
مطلوب أيضا من السلطات البريطانية أن تشارك معلوماتها بشفافية مع الجانب المصرى، وأن يشاركها التحقيقات فريق من النيابة العامة ليطلعوا على تطورات القضية أولا بأول ويفيدوا الرأى العام المصرى بأن سير التحقيقات فى مسار سليم .
كما أن الجانب البريطانى ملزم بتقديم سجلات الاتصالات التليفونية لهاتف حبيب المصرى وآخر من اتصل به خلال اليوم الأخير قبل الحادث، فهذا الإجراء الأخير كفيل بكشف من استدرج الراحل إلى أحد الجراجات العمومية لينفذ جريمته الوحشية بهذه الطريقة الاحترافية .
3 -
أظن أن جريمة قتل حبيب المصرى بهذه الطريقة الوحشية لا تهم الحكومة المصرية فقط، وليست مسؤوليتها وحدها، فالبرلمان مسؤول عن المطالبة بحق الفقيد الراحل، ومنظمات المجتمع المدنى مسؤولة عن المطالبة بحقه، وكذا الأحزاب السياسية بكل توجهاتها مسؤولة عن الحشد والضغط على سفارة بريطانيا وعلى حكومة كاميرون من أجل الحقيقة المجردة فى هذا الحادث الإجرامى البشع.
ومن هنا أدعو جميع فئات المجتمع المصرى إلى المشاركة فى تشكيل الحملة الشعبية لكشف حقيقة مقتل حبيب المصرى، على أن يكون لها مجلس أمناء وأعضاء تنظيميون من كل الأحزاب والمنظمات والنشطاء الفاعلين، وأن يكون بداية جهودها عقد مجموعة مؤتمرات شعبية فى الميادين لعرض تفاصيل وملابسات القضية على الشعب والضغط على الحكومة البريطانية لتقديم القاتل للعدالة أيا من كان.
4 -
التنسيق واجب بين جميع فئات المجتمع الفاعلة والمسؤولة، سواء فى الحكومة والبرلمان أو خارجهما، وعلى الحملة الشعبية لكشف حقيقة مقتل حبيب المصرى أن تضع فى أولوياتها تدشين صفحة رسمية للفقيد الراحل بمشاركة أسرته، تنشر كل المعلومات الجديدة والمستجدة حول الحادث والفقيد الراحل، على أن تستقبل المعلومات من كل المواطنين سواء من القاهرة أو لندن، وكذا متابعة ما ينشر فى الصحف البريطانية ووكالات الأنباء العالمية حول الحادث لضمان تحقيق نزيه وشفاف يؤدى لمعاقبة القاتل أيا كان موقعه وسلطته.