فى الصين بشار ولطفى وأيضا ريهام
هبطنا فى مطار بكين، وأنهينا إجراءات السفر، ثمانى أعين تبحث فى الوجوه عن الأستاذ «سوهانج بينج شون» وفى الحقيقة فإننى لم أكتب هذا الاسم ولم أنطقه إلا وأنا أكتب هذه السطور، فلأننا منعزلون ثقافيا عن حضارة الصين ورموزها صارت أسماء أبنائها عصية على النطق، برغم إدراكى الآن لسهولتها وموسيقيتها وجمال إيقاعها، وفى الحقيقة أيضا فإن الصينيون أنفسهم يدركون أن أسماءهم صعبة على النطق فى المناطق العربية، ولهذا يختارون لأنفسهم أسماء عربية ليناديهم بها العرب، وهذا فسر لى كيف أن المسؤول الصينى فى القاهرة قال لى إن اسمه «شروق» وفسر لى أيضا أن مترجم وزارة الداخلية قال لنا إن اسمه «لطفى» وأن زميله اسمه «بشار» لكن الغريب أن السيد «سوهانج بينج شون» لم يقل لنا ما اسمه العربى وكذلك زميلته التى لم يرد ذكرها فى برنامج الرحلة، ولهذا اخترنا نحن له اسما عربيا فيما بعد هو «عباس» واخترنا لزميلته اسم ريهام، وبعد بحث طويل عن السيد «سوهانج» فى مطار بكين ظهر أخيرا وكان قد تعب هو الآخر فى البحث عنا بعد أن ظل منتظرا لإخواننا السعوديين، الذين أتوا معنا على نفس الطائرة القادمة من دبى، لكننا لم نكن نعرفهم، ولهذا حينما رأينا أحدهم وهو الزميل حسن بوسويد صاحب الشعر الأسود الناعم والطول الفارع والملامح المصرية فاجأناه بإفيه مصرى من العيار الثقيل حينما قلنا له «مش تقولوا أن أستاذ بهاء سلطان جاى معانا فى الرحلة».
انطلقنا من مطار بكين لنمشى فى شوارع الصين الواسعة، والاتساع هو الميزة التى لم نفاجأ بها فى هذه الشوارع، فطبيعى فى بلد يقطن بها ربع سكان العالم أن تكون متسعة الشوارع، خطوط لسير السيارات، وأخرى للترام «أبو سنجة» مثل الذى كان فى القاهرة قديما، وأخرى للعجل المنتشر بكثرة لافتة، الجميع يمشى مسرعا، والسائقون الصينيون بهم الكثير من صفات سائقى مصر، فهم يحبون «الغرز» ويحبون السرعة.
سرنا بالباص حتى وصلنا إلى المطعم الذى من المفترض أن نتناول فيه غذاءنا، قبل قدومنا إلى الصين حذرنا الجميع: لن يعجبكم الطعام، وهو ما شكل لى تساؤلا كبيرا: كيف غزت الصين العالم بالمطاعم الصينية المنتشرة فى كل البلاد فى حين أن البعض يقولون إن الطعام لن يعجبنا؟ كل هذا دار فى عقلى ونحن على أبواب المطعم ذى اللافتة العربية «مطعم إسلامى» وحينما صعدنا عبر المصعد إلى صالة الطعام فوجئنا بثلاث فتيات يلبسن فساتين من الدانتيل البمبى يقلن فى نفس واحد جملة واحدة بصوت عال، فابتهجنا لرؤيتهن وبجملتهن التى لا شك فى أنها جملة ترحيبية، وبعد أن انتهينا من الطعام والتقطنا معهن الصور التذكارية سألت إحداهن بالإنجليزية: هل أنت مسلمة؟ فقال: no no no
ينشر هذا المقال ضمن سلسلة مقالات عن رحلتى إلى دولة الصين الشعبية وقد خصصت يوم الجمعة من كل أسبوع لنشر حلقاتها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة